للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: فلا يصبي رأسه: قال في شرح السنة (١): يقال صبّى الرجل رأسه يصبِّيْه إذا خفضه جدًّا، أخذ من صَبا إذا مال إلى الصبَّا، ومنه قوله تعالى: {أصْبُ إليهن} أي أميل إليهن، قال الأزهري: يقال: الصواب يصوّب وقال: هو يُصَبِّئ مهموز، من قولهم: صَبَأ الرجل عن دينه أي خرج فهو صابئ. (٢)

ولا يقنع: أي لم يرفعه حتى يكون أعلا من ظهره. وقد أقنعه يقنعه إقناعًا ومنه قوله تعالى: {مقنعي رؤسهم} أي رافعي رؤسهم، وقال ابن عرفة، يقال: أقنع رأسه إذا نصبه لا يلتفت يمينًا ولا شمالًا، انتهى. والمعنى: لا يرفع رأسه ويقال أيضًا لمن خفض رأسه قد أقنع رأسه، وهو من الأضداد. ومعنى سمع الله لمن حمده: أن من حمد الله تعالى متعرضًا لثوابه استجاب له فأعطاه ما تعرض له.

قوله: فيجافي يديه عن جنبيه: أي يباعد، والجفا بين الناس التباعد.

قوله: وفتح أصابع رجليه هو بفتح الفاء وبالتاء المثناة من فوق وبالخاء المعجمة أي ليّن أصابع رجليه حتى تثنى فيوجهها نحو القبلة والفتخ لين واسترخاء في جناح الطائر.

- وفي رواية: من حديث أبي حميد: "ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنَّه قابض عليهما ووتَّر يديه فنحّاهما عن جَنَبيه، وقال: ثم سجد فأمكن أنفَه وجبهتَه الأرض، ونحّى يديه عن جَنَبيه، ووضع كفّيه حَذو مَنكبيه، وفَرَّج بين فخذَيه غيرَ حامل بطنه على شيء من فخذَيْه حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجلَه اليسرى، وأقبل بصدْر اليُمني على قبلته، ووضع كفه اليُمنى على ركبته اليُمنى، وكفّه اليُسرى على كبته اليُسرى، وأشار بإصبعِه يعني السبابة".

قلت: رواها أبو داود (٣) من حديث أبي حميد.


(١) شرح السنة (٣/ ١٣).
(٢) تهذيب اللغة للأزهري (١٢/ ٢٥٧).
(٣) أخرجه أبو داود (٧٣١) وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف.