للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلهم (١) في الصلاة من حديث أبي هريرة قال أبو داود: وهذه الزيادة: "إذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد هذا آخر كلامه.

قال النووي (٢) وغيره: نقلا عن مسلم بن الحجاج أنه قيل له عن حديث أبي هريرة هذا، أصحيح هو؟ قال: نعم، قيل له لِمَ لَمْ تضعه هنا؟ فقال ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هنا، إنما وضعتُ هنا ما اجتمعوا عليه، قال النووي: قال جمهور الحفاظ: قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست صحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأطْنَب البيهقي (٣) في بيان بطلانها وذكر عللها ونقل بطلانها عن يحيى بن معين وأبي حاتم وأبي داود وأبي علي النيسابوري. (٤)

٦١٢ - جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلِّمْني ما يجزئني قال: "قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، قال يا رسول الله: هذا لله فما لي؟ قال: "قل اللهم ارحمني وعافني واهدني وارزقني".

قلت: رواه أبو داود والنسائي كلاهما (٥) في الصلاة من حديث إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى، قال النسائي: إبراهيم السكسكي ليس بذاك القوي، وقال


(١) أخرجه أبو داود (٦٠٤)، والنسائي (٢/ ١٤٢)، وابن ماجه (٨٤٦) وإسناده حسن.
(٢) خلاصة الأحكام (١/ ٣٧٥) رقم (١١٦٩).
(٣) البيهقي (١/ ١٥٦).
(٤) وقد ردّ ابن التركماني على البيهقي في بيان بطلان الزيادة "وإذا قرأ فأنصتوا" فراجعه (١/ ١٥٦).
ولهذه الزيادة متابعة قوية من محمد بن سعد الأنصاري أخرجها النسائي. وبهذه المتابعة القوية تكون هذه الزيادة صحيحة إن شاء الله.
(٥) أخرجه أبو داود (٨٣٢)، والنسائي (٢/ ١٤٣)، وإسناده ضعيف ولكنه قد توبع فقد تابع إبراهيم السكسكي طلحة بن مصرف وأخرجه ابن حبان في صحيحه (١٨١٠) من حديث الفضل بن موفق وفيه ضعف، وله شاهد أيضًا من حديث رفاعة بن رافع عند أبي داود (٨٦١)، والترمذي (٣٠٢)، =