للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٤٥ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنى أحدكم الموت ولا يَدْعُ به من قبل أن تأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرًا".

قلت: رواه مسلم (١) في الذكر والدعاء من حديث أبي هريرة ولم يخرج البخاري هذا اللفظ، قال النووي (٢): هكذا هو في بعض نسخ مسلم، انقطع عمله، وفي كثير منها: انقطع أمله، وكلاهما صحيح والأول أجود وهو المتكرر في الأحاديث.

١١٤٦ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنّينّ أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلًا" فليقل: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في الدعوات ومسلم في الذكر والدعاء وأبو داود في الجنائز ثلاثتهم من حديث أنس (٣). قال النووي (٤): فيه التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا فأما إذا خاف ضررًا في دينه أو فتنة فيه، فلا يكره، لمفهوم هذا الحديث وغيره، وقد فعل ذلك خلائق من الصحابة عند خوف الفتنة في أديانهم.

١١٤٧ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموتُ قبل لقاء الله" فقالت عائشة رضي الله عنها: إنا نكره الموت؟ قال: "ليس ذاك! ولكن المؤمن اذ حضَره الموت بُشّر برضوان الله تعالى وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحبّ لقاء الله وأحبّ الله تعالى لقاءه، وإن الكافر اذ حضره الموت بُشّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء كره إليه مما أمامَه، فكرِه لقاءَ الله وكرِهَ الله لقاءَه".


(١) أخرجه مسلم (٢٦٨٢).
(٢) المنهاج (١٧/ ١٤).
(٣) أخرجه البخاري (٥٦٧٣)، ومسلم (٢٦٨٠)، وأبو داود (٣١٠٨).
(٤) المنهاج (١٧/ ١٢).