للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على الإيمان وتوفه على الإسلام والمشهور في معظم كتب الحديث: فأحيه على الإسلام، وتوفه على الإيمان" وقد اختار الشافعي دعاء التقطه من مجموع هذه الأحاديث وغيرها، فيقول: "اللهم هذا عبدك وابن عبدك، خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبه وأحبائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له، اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه، ولقه برحمتك، ورضاك، وقه فتنة القبر، وعذابه، وافسح له في قبره، وجاف الأرض عن جنبيه، ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين" هذا نص الشافعي في مختصر المزني (١) وتبعه صاحب التنبيه وغيره.

١٢٠٩ - صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل من المسلمين فسمعته يقول: "اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك، وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاءِ والحق، اللهم اغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم".

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه (٢) في هذا الباب، من حديث واثلة بن الأسقع وسكت عليه أبو داود والمنذري.

قال ابن الأثير (٣): الذمة والذمام: الضمان، تقول: فلان في ذمتي أي في ضماني، وقيل: الذمة والذمام: الأمان والعهد، قال بعضهم: وإنما جعلوه في ذمة الله بشهادة


(١) قال الحافظ: قال بعض العلماء: اختلاف الأحاديث في ذلك محمول على أنه كان يدعو على ميت بدعاء، وعلى آخر بغيره، والذي أمر به أصل الدعاء، التلخيص الحبير (٢/ ٢٤٩) وانظر مختصر المزني (ص ٣٨).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٢٠٢)، وابن ماجه (١٤٩٩)، وفي إسناده: مروان بن جناح الأموي مولاهم لا بأس به، التقريب (٦٦١٠).
(٣) النهاية (٢/ ١٦٨ - ١٦٩).