للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والشرف: بفتح الشين المعجمة والراء المهملة هو: العالي من الأرض، وقيل: المراد هنا طَلَقًا أو طَلَقَيْن. وتغنيًّا وتعففًا أي استغناءً وتعففًا عن السؤال، وهو أن يطلب بنتاجها الغِنى والعفة، أو يظهر الغنا بركوبها، ونحو ذلك، فيكون سترًا له يحجبه عن الفاقة، وتكفه عن التكفف.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: نواء: بكسر النون وبالمد أي: مناواة ومعاداة.

والفاذة: القليلة النظير. والجامعة: أي العامة المتناولة لكل خير ومعروف، واستدل الإمام أبو حنيفة بهذا الحديث على وجوب الزكاة في الخيل، ومذهبه أنها إن كانت ذكورًا كلها فلا شيء فيها، وإن كان إناثًا أو ذكورًا وإناثًا، وجبت الزكاة فيها، وهو بالخيار إن شاء أخرج عن كل فرس دينارًا، وإن شاء قوّمها، وأخرج ربع عشر القيمة، وقال مالك والشافعي لا زكاة فيها، وتأولوا هذا الحديث، واستدل من لم يجوّز الاجتهاد له - صلى الله عليه وسلم - بقوله في الحمر: ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية، وأجاب الجمهور: بأنه لم يظهر له فيها شيء.

١٢٥٩ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته، مُثّل له مالُه يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان، يطَوِّقه ثم يأخذ بلِهْزَمَتَيْه يعني شِدْقيه ثم يقول: أنا مالُك، أنا كنزك، ثم تلا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآية آل عمران: ١٨٠".

قلت: رواه البخاري هنا من حديث أبي هريرة ولم يخرجه مسلم. (١)

والشجاع: بضم الشين المعجمة الحيَّة الذكر. والأقرع: الذي تمعط شعره لكثرة السم، وقيل الشجاع: الذي يواثب الراجل والفارس ويقوم على ذنبه، وربما بلغ رأس الفارس، ويكون في الصحاري، قال القاضي عياض (٢): والظاهر أن الله خلق هذا لعذابه ومعنى: "مثّل" نصب، أو صيّر ما له على صورة الشجاع، والزبيبتان: هما


(١) أخرجه البخاري (١٤٠٢).
(٢) إكمال المعلم (٣/ ٤٩٩).