للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٢٧٠ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا جَلَب ولا جَنَب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دُورهم".

قلت: رواه أبو داود (١) هنا، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وأخرجه أيضًا في الجهاد من حديث الحسن البصري عن عمران بن حصين وليس فيه ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم. وأخرجه أيضًا من هذا الوجه الترمذي، والنسائي (٢) وقال الترمذي: حسن صحيح انتهى كلامه. وقد ذكر علي بن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهما من الأئمة أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين (٣). والجلب: بفتح الجيم واللام وبالباء الموحدة، قال أهل الغريب: يكون في شيئين أحدهما في الزكاة: وهو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة، فيترك موضعًا، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقاتهم، فنهى عن ذلك، وأمر أن يأخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم، الثاني في السباق: وهو أن يتتبع الرجل فرسه فيجلب عليه ويصيح حثاله على الجري فنهى عن ذلك.

والجنب: بالجيم والنون المفتوحتين وبالموحدة هو: في السباق أن يجنب فرسًا إلى فرسه الذي سابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب، وهو في الزكاة: أن ينزل العامل بأقصى موضع أصحاب الصدقات ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه أي تحضر، فنهوا عن ذلك، وقيل أن يجنب رب المال بماله، أي يبعد به عن موضعه فيضر بالعامل الذهاب إليه، ثم بين ما هو العدل في ذلك، وأنه لا عدول عنه، فقال ولا يؤخذ صدقاتهم إلا في


(١) أخرجه أبو داود (١٥٩١) وفي الجهاد (٢٥٨١) وإسناده حسن.
(٢) أخرجه الترمذي (١١٢٣)، والنسائي (٦/ ١١١، ٢٢٧، ٢٢٨)، وابن ماجه (٣٩٣٧)، وابن حبان (٣٢٦٧) و (٥١٧٠)، والبيهقي (١٠/ ٢١).
(٣) انظر مختصر المنذري (٢/ ٢٠٥) وقال الحافظ في الحسن البصري: ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلّس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز، ويقول: حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حُدِّثو وخُطبوا بالبصرة، التقريب = = (١٢٣٧)، وانظر تهذيب الكمال (٦/ ٩٥ - ١٢٦)، وسير أعلام (٤/ ٥٨٨).