للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله ولا يجمع بين متفرق ولا يفرّق بين مجتمع خشية الصدقة، قال البغوي (١): فيه دليل على أن الخلطة تجعل مال الرجلين كمال الرجل الواحد في الزكاة، وهي تارة تؤثر في تقليل الزكاة، وتارة تؤثر في تكثيرها، وهذا نهي من صاحب الشرع للساعي ورب المال جميعًا، نهى رب المال عن الجمع والتفريق، قصدًا إلى تقليل الصدقة ونهى الساعي عنهما قصدًا إلى تكثيرها.

والرقة: بكسر الراء المهملة وفتح القاف وهي الفضة مسكوكة وغير مسكوكة.

١٢٧٨ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًّا العُشْر، وما سقي بالنضح نصفُ العُشْر".

قلت: رواه الجماعة إلا مسلمًا، لكن في لفظ النسائي وأبي داود وابن ماجه "بعلًا" بدل "عثريًّا" كلهم هنا من حديث ابن عمر.

تنبيه: من العجب أن الشيخ محب الدين الطبري ذكر هذا الحديث في الأحكام، وعزاه لأبي حاتم خاصةً، وهو ثابت في البخاري وغيره، وإنما نبهت عليه لئلًا يغتر به من ينظر فيه. (٢)

والعَثَريّ: بعين مهملة، ثم ثاء مثلثة مفتوحتين ثم راء مهملة مكسورة ثم ياء مشددة، وروي بسكون المثلثة، والأول أعرف، قال الجوهري (٣): هذا العِذْيُ، وهو الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر، قال ابن الصلاح: والأصح ما قاله الأزهري (٤) وغيره بأنه مخصوص بماء سقي من ماء السيل فيجعل عاثورا وهو شبه ساقية تحفر له يجري فيها الماء إلى أصوله، وسمي عاثورا لأنه يعثر بها المار الذي لا يشعر بها.


(١) المصدر السابق.
(٢) أخرجه البخاري (١٤٨٣)، وأبو داود (١٥٩٦)، والنسائي (٥/ ٤١)، والترمذي (٦٤٠)، وابن ماجه (١٨١٧).
(٣) الصحاح للجوهري (٢/ ٧٣٧).
(٤) تهذيب اللغة للأزهري (٢/ ٣٢٤).