للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣١٧ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة".

قلت: رواه الشيخان وأبو داود والنسائي أربعتهم (١) هنا بهذا اللفظ، وقد روى أبو داود (٢) أيضًا من حديث مالك بن نضلة بسند جيد، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الأيدي ثلاث: فيد الله العليا، ويد المعطي تليها ويد السائل السفلى، وروي عن الحسن البصري: أن السفلى الممسكة المانعة، وذهبت المتصوفة إلى أن اليد العليا هي الآخذة لأنها نائبة عن الله تعالى، وما جاء في الحديث الصحيح من التفسير مع فهم المقصد من الحث على الصدقة أولى، قال أبو داود: واختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث قال عبد الوارث: اليد العليا المتعففة، وقال أكثرهم عن حماد بن زيد عن أيوب: اليد العليا المنفقة، وقال واحد يعني حماد بن زيد المتعففة. (٣)

وفي الحديث ندب إلى التعفف عن المسألة، وحض على معالي الأمور وترك دنيها.

١٣١٨ - إن أناسًا من الأنصار سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفذ ما عنده، فقال: "ما يكون عندي من خير، فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يُعفه الله، ومن يستغن يُغنه الله، ومن يتصبّر يُصَبّره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر".

قلت: رواه الشيخان (٤) هنا من حديث أبي سعيد الخدري، ووقع في بعض نسخ كتاب البخاري: ثم سألوه فأعطاهم ثلاث مرات، وفي بعضها: مرتان، كما في كتاب مسلم.

ونفد بكسر الفاء وبالدال المهملة أي فني.


(١) أخرجه البخاري (١٤٢٩)، ومسلم (١٠٣٣)، وأبو داود (١٦٤٨)، والنسائي (٥/ ٦١).
(٢) برقم (١٦٤٩).
(٣) سنن أبي داود (٢/ ٢٩٧).
(٤) أخرجه البخاري (١٤٦٩)، ومسلم (١٠٥٣).