للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله ورواه أبو هريرة وفي روايته: وأن ترى الحفاة العراة، الصم البكم، ملوك الأرض في خمس لا يعلمهن إلا الله، إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث الآية.

قلت: رواه الشيخان (١) هنا من حديث أبي هريرة وأعاده البخاري في تفسير سورة لقمان، وفي كلا الموضعين لم يقل: الصم البكم ملوك الأرض بل قال في التفسير: وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وقال في الإيمان: وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، وروى أبو داود والنسائي معناه. من حديث أبي هريرة، وأبي ذر.

الحفاة العراة: المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع، كما قال تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم فكأنهم عدموها.

٢ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان".

قلت: رواه الشيخان، والترمذي، والنسائي، أربعتهم (٢) هنا من حديث ابن عمر، وقد وقع في جامع الأصول (٣) إن هذا لفظ مسلم خاصة، وأن لفظ البخاري ومسلم: أن رجلًا قال لابن عمر: ألا تغزو، فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الإسلام بني على خمس. وذكر الحديث، هذا كلامه، وليس كما قال، بل ما ذكره المصنف هو رواية الصحيحين، وما عزاه هو إلى الصحيحين ليس كذلك، بل هو في مسلم خاصة في الإيمان وقد نبه على ذلك الحافظ عبد الحق في الجمع بين الصحيحين (٤)


(١) أخرجه البخاري (٥٠)، وفي التفسير (٤٧٧٧) ولفظه في الموضعين كما ذكر المؤلف، ومسلم (١٠)، وأبو داود (٤٦٩٨)، والنسائي (٨/ ١٠١) وكذلك أخرجه ابن ماجه (٦٤)، انظر تحفة الأشراف (١٠/ ٤٥١) (١٤٩٢٩).
(٢) أخرجه البخاري (٨) ومسلم (١٦) والترمذي (٢٧٣٦) والنسائي (٨/ ١٠٧).
(٣) جامع الأصول (١/ ٢٠٨).
(٤) الجمع بين الصحيحين (١/ ٢١).