للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وبك أصول بالصاد المهملة أي أستطيع أو أقهر.

١٧٦٨ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خاف قومًا قال: "اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم".

قلت: رواه أبو داود في الصلاة والنسائي في السير كلاهما عن أبي موسى ولم يضعفه أبو داود فهو صالح. (١)

وإنما خص النبي - صلى الله عليه وسلم - النحر بالذكر لأن العدو به يستقبل عند المناهضة للقتال أو للتفاؤل بنحرهم أي قتلهم، والمعنى: نسألك أن تصد صدورهم وتدفع شرورهم.

١٧٦٩ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته، قال: "بسم الله توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو نضل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا". (صح).

قلت: رواه الترمذي في الدعوات والنسائي في الاستعاذة وليس في لفظه: "توكلت على الله" من حديث أم سلمة، وقال الترمذي: حسن صحيح (٢).

- وفي رواية: قالت أم سلمة: ما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: "اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي".


(١) أخرجه أبو داود (١٥٣٧)، والنسائي في الكبرى (٨٦٣١) (١٠٤٣٧) وإسناده حسن، فيه قتادة وهو ابن دعامة مدلس وقد عنعن فنزل الحديث عن رتبة الصحيح، فال ابن علان في الفتوحات (٤/ ١٥ - ١٧) قال الحافظ: ورجاله رجال الصحيح لكن قتادة مدلس ولم أره عنه إلا بالعنعنة أهـ.
وكذلك صححه النووي في الأذكار. وانظر: الأمالي المطلقة ص ١٢٧.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٤٢٧)، والنسائي (٨/ ٢٦٨). ورجال إسناده ثقات إلا أنه منقطع الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وكما قال الحافظ في نتائج الأفكار (١/ ١٦٠) فما له علة سوى الانقطاع فلعل من صححه سهل الأمر فيه لكونه من الفضائل، ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة لأن محل ذلك أنه لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان الناقد واسع الاطلاع مثل ابن المديني.