للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: غير مبرح، أي غير مؤثر، ولا شاق يعني ضربًا لا يظهر تأثيره، قوله: ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، معناه: أن لا يأذن لأحد من الرجال أن يدخل عليهن فيتحدث إليهن على عادة العرب لا يرون بذلك بأسًا، ولا يعدونه ريبة، ولو كان المراد بوطىء الفرش الزنا لما قيد بالكراهة، لأنه محرم على كل وجه، ولكان الضرب فيه مبرحًا شديدًا وهو الرجم.

قوله: وينكتها إلى الناس، قال عياض (١): هكذا الرواية، وفي مسلم بالباء ثالثة الحروف، وصوابه: بالباء الموحدة أي يميلها إليهم، ليشهد الله عز وجل عليهم، يقال: نكب الرجل كنانته: إذا كبها وقلبها، وقد روي في سنن أبي داود بالوجهين، ومعناه: يرددها ويقلبها إلى الناس مشيرًا إليهم.

قوله: وجعل حبل المشاة بين يديه، روي بالحاء المهملة، وهو المشهور أي ضمهم ومجتمعهم في مشيهم، فكأنه عبر بجبل المشاة عن المشاة أنفسهم، وقيل: حيث تسلك الرجالة أي طريقهم، وهو أشبه، وقد ضبطه بعضهم بالجيم، وصححه أبو عمر وبن الصلاح وذكره كذلك في منسكه، قال ابن حزم: وهناك سقط الرجل المحرم وأمر - صلى الله عليه وسلم - أن يكفن في ثوبيه، ولا يمس بطيب، وكان واقفًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجيج، والمشعر الحرام: بفتح الميم، وأكثر كلام الرب بكسرها، وقيل: ولم يقرأ بها أحد، وقيل: قرأ بها في الشاذ ومحسر: بضم الميم وفتح الحاء المهملة، وتشديد السين المهملة وكسرها، واد بين المزدلفة ومنى، وجاء في الحديث: مزدلفة كلها موقف، إلا بطن محسر، وسمي بذلك لأنه يحسر سالكيه أي تتعبهم، قال الشافعي: وتحريكه الراحلة فيه يجوز أن يكون فعل ذلك لسعة الموضع وهذا دأب السائر أبدًا إذا خرج من مضيق إلى متسع ولو لم يقصده فعليه الراحلة، وقيل يجوز أن يكون فعله لأنه مأوى الشياطين، وقيل: لأنه كان موقفًا للنصارى، فاستحب - صلى الله عليه وسلم - الإسراع فيه، وأهل مكة يسمون هذا الوادي وادي


(١) إكمال المعلم (٤/ ٢٧٧ - ٢٧٨).