للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النار، لأنه اصطاد فيه رجل فنزلت نار من السماء فأحرقته، والخذف بفتح الخاء وسكون الذال المعجمتين، قال الشافعي: حصى الخذف أصغر من الأنملة طولًا وعرضًا، قال الهروي (١): الخذف، هو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، قال أصحابنا: السنة في الرمي أن تضع حصاة قدر الباقلاء على بطن إبهامه وترميها برأس السبابة، فإن رمى بأصغر أو أكبر كره، وأجزأه، قوله: فنحر ثلاثًا وستين بيده، قال ابن حبان (٢): لعله - صلى الله عليه وسلم - في نحره ثلاثًا وستين بيده إشارة إلى منتهى عمره، وكان له في ذلك اليوم ثلاث وستون سنة، فنحر بيده لكل سنة من سنينه بدنة.

وما غبر: هو بالغين المعجمة وبالباء الموحدة المفتوحتين وبالراء المهملة، أي ما بقي، والبدنة: الناقة، تهدى إلى مكة، سميت بدنة لعظم بدنها، ولا يسمى في الغالب بذلك إلا الإبل، وقد يطلق على البقر، وفي الغنم خلاف، وببضعة بفتح الباء لا غير، وهي القطعة من اللحم، والإفاضة: الدفع في السير، وقيل: لا يكون إلا عن تفرق وجمع، قوله: فصلى بمكة الظهر، وقد ذكر مسلم في أحاديث طواف الإفاضة من حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفاض يوم النحر، وصلى الظهر بمنى، ووجه الجمع بينهما: أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى ذلك اليوم الظهر مرتين، مرة بمكة في أول الوقت، وأخرى بمنى حين سأله أصحابه ذلك.

قوله: انزعوا، معناه: استقوا بالدلاء، وزمزم: هي البئر المشهورة في المسجد الحرام، بينها وبين الكعبة ثمان وثلاثون ذراعًا. (٣)

١٨٥٣ - خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج ثم قدمنا مكة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "منَ أهل بعمرة ولم يُهد، فليَحْلل، ومن


(١) انظر: الغريبين (٢/ ١٨٩).
(٢) انظر: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (٩/ ٢٥٢).
(٣) انظر: المنهاج للنووي (٧/ ٢٣٦ - ٢٦٦)، وإكمال المعلم (٤/ ٢٦٥ - ٢٨٨).