للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: قد أناخ بدنته: في موضع جرّ صفة لرجل، وينحرها: في موضع نصب، نعتًا لبدنته أو حالًا منها، والعامل أناخ، وقيامًا: نصب على الحال، وهو بمعنى قائمةً، والعامل فعل محذوف دلت عليه قرينة الحال أي انحرها قائمة مقيدة، ولا يجوز أن يكون العامل ابعثها لأنَّ البعث إنما يكون قبل القيام، فاجتماعهما في حالة واحدة غير ممكن.

قوله: سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مفعول بفعل مضمر أي مقتفيًا في نحرها سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويستحب نحر الإبل وهي قائمة، معقولة اليد اليسرى، لما صح في سنن أبي داود (١) من حديث جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها، وإسناده على شرط مسلم.

وهذا مذهب الشافعي ومالك وأحمد وقال الإمام أبو حنيفة والثوري يستوي نحرها قائمة وباركة في الفضيلة.

١٩٢١ - أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقوم على بدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وأن لا أعطي الجزار منها، قال: "نحن نعطيه من عندنا".

قلت: رواه الجماعة هنا إلا الترمذي من حديث علي بن أبي طالب ولم يقل البخاري نحن نعطيه من عندنا. (٢)

قال أهل اللغة: سميت البدنة بدنة لعظمها وتطلق على الذكر والأنثى، وتطلق على الإبل والبقر والغنم، هذا قول أكثر أهل اللغة، ولكن معظم استعمالها في الأحاديث وفي كتب الفقه في الإبل خاصة، وفي الحديث دليل على أن ما ذبح قربةٌ إلى الله تعالى لا يجوز بيع شيء منه، ولهذا منع أن يعطى الجزار منها، لأنَّ عطيته عوض عن عمله، فيكون في معنى بيع جزء منها، ومذهبنا أنَّه لا يجوز بيع جلد الهدي، ولا الأضحية،


(١) انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (٢/ ٢٩٦)، باب كيف تنحر البدن؟.
(٢) أخرجه البخاري (١٧١٧)، ومسلم (١٣١٧)، وأبو داود (١٧٦٩)، والنسائيُّ في الكبرى (٢١٤٢)، وابن ماجه (٣٠٩٩).