للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: أن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض: وقد جاء في صحيح مسلم (١) أيضًا: أن إبراهيم حرم مكة.

وقد اختلف العلماء في وقت تحريم مكة: فقيل بظاهر الحديث الأوّل، وتأويل الثاني: بأن إبراهيم عليه السلام أظهره بعد اندراسه، وقيل بظاهر الحديث الثاني وتأول الأوّل: بأن الله كتب في اللوح المحفوظ أو في غيره يوم خلق السموات والأرض إن إبراهيم سيحرم مكة.

وأما تحريم القتال في الحرم: فأوله الشافعي على القتال بما يعم كالمنجنيق وغيره، إذا أمكن إصلاح الحال بدون ذلك، بخلاف ما إذا تحصن الكفار في بلد آخر، فإنَّه يجوز قتالهم على كل وجه بكل شيء. (٢)

والعضد: القطع.

واللّقطة: بفتح القاف، ما يلتقط، والخلا: بفتح الخاء المعجمة مقصور، هو الرطب من الكلأ، قال أهل اللغة: الخلا والعشب: اسم للرطب منه، والحشيش والهشيم: اسم لليابس منه، والكلأ: مهموز يقع على الرطب واليابس. وعدوا من لحن العوام إطلاق اسم الحشيش على الرطب، ومعنى يختلى خلاه: يؤخذ ويقطع، والإذخر: نبت معروف طيب الرائحة، وهو بكسر الهمزة والخاء المعجمة.

قوله: لقينهم وبيوتهم: هو بفتح القاف وهو الحداد والصائغ، ومعناه: يحتاج إليه القين لوقود النار، ويحتاج إليه في سقف البيوت، ويجعل فوق الخشب.


(١) برقم (١٣٦٠) ولفظه: عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن = = إبراهيم حَرَم مكة ودعا لأهلها، وإنِّي حرمت المدينة كما حَرّم إبراهيم مكة، وإنّي دعوت في صاعها ومدّها بمِثْلَيْ ما دعا به إبراهيم لأهل مكة".
وأخرج مثله الترمذي في السنن (٣٩٢٢) عن أنس بن مالك.
وأبو داود (٢٩٩٥)، وابن حبَّان (٤٧٢٥).
(٢) انظر للتفصيل في هذه المسائل: المنهاج للنووي (٩/ ١٧٦ - ١٧٨).