(٢) هذا هو موقف ابن الأثير من صلاح الدين. وينقل أبو شامة مثل هذا عن ابن أبى طى أيضا من كتابه: السيرة الصلاحية ويعلق عليه بقوله: «والذى أنكره نور الدين هو إفراط صلاح الدين فى تفرقة الأموال واستبداده بذلك من غير مشورته. هذا مع أن ابن أبى طى متهم فيما ينسبه إلى نور الدين مما لا يليق به، فإن نور الدين، ﵀، كان قد أذل الشيعة بحلب وأبطل شعارهم، وقوى أهل السنة، وكان والد ابن أبى طى من رءوس الشيعة فنفاه من حلب، فهو لذلك كثير الحمل على نور الدين، فلا يقبل منه ما ينسبه إليه مما لا يليق به. والله أعلم». ثم يقول: «وقد وقفت على كتاب بخط نور الدين يشكر فيه صلاح الدين، وذلك ضد ما قاله ابن أبى طى»، ويسوق نص الكتاب وهو موجه إلى شرف الدين ابن أبى عصرون بتوليته قضاء مصر، وفى نهايته: «وقد كتبت هذا بخطى حتى لا يبقى على حجة. تصل أنت وولدك عندى حتى أسيركم (كذا) إلى مصر، والسّلام. بموافقة صاحبى واتفاق منه، صلاح الدين، وفقه الله، فأنا منه شاكر كثير كثير كثير، جزاه الله خيرا وأبقاه». كتاب الروضتين: ٤٤١:١ - ٤٤٣.