للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما رأى سطح الجرف المعروف اليوم بالرّصد (١)، قال:

«يا جوهر: لما فاتك الساحل كان ينبغى عمارة القاهرة بهذا الجبل على هذا السطح، وتكون قلعة لمصر».

حكاه ابن الطوير (٢).

قال: «وكان المعز عارفا بالأمور، مطلعا على الأحوال بالذكاء، وكان يضرب فى فنون منها النجامة، فرتّب فى القصر ما يحتاج إليه الملوك بل الخلفاء، بحيث لا يراهم العيان فى النقلة من مكان إلى مكان، وجعل لهم فى ساحاته البحر والميدان والبستان، وتقدّم بعمارة المصلى ظاهر القاهرة لأهلها، لخطبتهم فيها والصلاة فى عيدى الفطر والنحر، والآخر بالقرافة لأهل مصر».

وقال ابن عبد الظاهر (٣):

«فلما تحقق المعز وفاة كافور جهّز جوهر وصحبته العساكر، ثم نزل بموضع يعرف برقادة، وخرج فى أكثر من مائة ألف [فارس]، وبين يديه أكثر من ألف صندوق من المال،


(١) جبل الرصد مكان مرتفع كان موقعه جنوبى الفسطاط، ويذكر محمد رمزى فى تعليقاته (النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٣٨٢) أن هذا الجبل هو الذى يسمى الآن جبل اصطبل عنتر.
(٢) ابن الطوير مؤرخ فاطمى لم يصلنا شيء من كتبه، وانما ينقل عنه كثيرا المؤرخون اللاحقون كالمقريزى والقلقشندى وابن تغرى بردى .. الخ.
(٣) هو محيى الدين أبو الفضل عبد الله بن عبد الظاهر القاضى، كان كاتبا وشاعرا، ولى ديوان الانشاء فى عهود الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والأشرف خليل، وهو الذى حرر التقليد بتولية الملك السعيد وليا للعهد، وأهم كتبه: الروضة البهية الزاهرة فى خطط المعزية القاهرة، وقد اعتمد عليه كثيرا المقريزى فى خططه، وليس هناك حتى الآن ما يدل على وجود هذا الكتاب، وله أيضا سيرة السلطان الملك الظاهر بيبرس، ألفها نظما، والألطاف الخفية من السيرة الشريفة السلطانية الأشرفية، وقد نشر النص العربى مع ترجمة سويدية Moberg تحت عنوان" Axel Moberg:wr Abdallah b.Abd Az-Zahir's Biografi Over Sultanen ElmeliK Al-Ashraf Halil،London .١٩٠٢) .
وقد ولد ابن عبد الظاهر سنة ٦٢٠، وتوفى سنة ٦٩٢، انظر أخباره بالتفصيل فى (جورجى زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية، ج ٣، ص ١٥٤) و (دائرة المعارف الاسلامية. مادة ابن عبد الظاهر) و (Casanova:Ibn Abd Elzahir.Memoires publies Par les Membres de la Mission Archeologiques au Caire t.VI.p .٤٩٣ - ٥٠٥) .