للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه فاتك الهيكلى إلى الشام، فلم يدركه الطلب، وبلغ جوهر أن المستأمنة من الإخشيدية والكافورية اتفقوا على فساد.

وتوفى ابن لجعفر بن فلاح، فحضر جوهر الجنازة، وحضر الناس وفيهم الإخشيدية والكافورية، وانصرفوا معه، فقال لهم فى طريقه:

«قد حضر كتاب مولانا ومولاكم بما تسروا به، فسيروا حتى تقفوا عليه».

فساروا معه إلى مضاربه بالقاهرة، ودخلوا معه، فقبض على ثلاثة عشر من وجوههم.

وهم: نحرير شويزان. وقنك الخادم الأسود، ودرى الصقلى، وحكل الإخشيدى، ولؤلؤ الطويل، ومفلح الوهبانى؛ وقيلق التركى، وفرح الحكمى؛ واعتقلهم ستة أشهر حتى سيّرهم مع الهدية إلى المعز، ومعهم الحسن بن عبيد الله بن طغج، وقبض على ضياع نحرير الأرغلى وأمواله، وقبض من يحيى بن مكى بن رجاء ثمانين ألف دينار عينا؛ وصاريين من عود رطب.

وورد كتاب المعز إلى جوهر، وإلى أبى جعفر مسلم، وإلى أبى إسماعيل الرّسّى، وإلى الوزير جعفر بن الفرات.

وولّى جوهر مزاحم بن محمد بن رائق الحوف (١) والفرما (٢).

ودخل جوهر والغلاء شديد، فزاد فى أيامه حتى بلغ القمح تسعة أقداح بدينار.


(١) جاء فى (اللسان) «الحافة والحوف الناحية والجانب، وحوف الوادى حرفه وناحيته»، هذا وقد كان أسفل الأرض - أو الوجه البحرى - ينقسم فى العصر الاسلامى الى أربع نواح: الحوف الشرقى وكان يشمل عين شمس وما يسمى الآن مديرية القليوبية ومديرية الشرقية ومدينتى الفرما والعريش، وبطن الريف وكان يشغل ما يسمى الآن مديرية الدقهلية وجزءا من شمال مديرية الغربية، والجزيرة وهى الأرض التى بين فرعى النيل والحوف الغربى أى مديرية البحيرة. انظر: (صبح الأعشى، ج ٣، ص ٣٨١ - ٣٨٧) والمقصود بالحوف هنا الحوف الشرقى.
(٢) كانت الفرما احدى ثغور مصر الحصينة الشمالية على البحر الأبيض المتوسط، وقد كانت لها فى العصور الوسطى أهمية خاصة من الناحيتين الحربية والتجارية، وفى سنة ٥٤٥ هـ نزل الفرنج فى الفرما ونهبوها وأحرقوها، وفى سنة ٥٥٩ هـ أكمل حرقها الوزير الفاطمى شاور أثناء نزاعه مع ضرغام، فلم تقم لها قائمة بعد ذلك، وأطلالها الآن موجودة شرقى محطة الطينة على بعد ٢٥ كم منها.