للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم وصل إلينا كتابك الذي كثر تفصيله، وقل تحصيله، ونحن سائرون على إثره، والسلام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وسار الحسن بن أحمد القرمطي بعد ذلك إلى مصر، فنزل بعسكره بلبيس، وبعث إلى الصعيد بعبد الله بن عبيد الله أخي الشريف مسلم، وانبثت سراياه في أرض مصر، فتأهب المعز وعرض عساكره في ثالث رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وأمر بتفرقة السلاح على الرجال، ووسع عليهم في الأرزاق، وسير معهم الأشراف والعرب.

وسير معهم المعز ابنه الأمير عبد الله، فسار بمظلته وبين يديه الرجال والسلاح والكراع والبنود وصناديق الأموال والخلع، وسير معه أولاده وجميع أهله وجمعاً من جند المصريين خلا الشريف مسلم، فإنه أعفاه من ذلك.

وانبسطت سرية القرمطي في نواحي أسفل الأرض، فأنفذ المعز عبده ريان الصقلبي في أربعة آلاف، فأزال القرامطة عن المحلة ونواحيها وقتل وأسر.

ولثمان خلون منه قدمت سرية القرامطة إلى الخندق، فبرز إليهم المغاربة فهزموهم، ثم كروا على المغاربة فقتلوا منهم جماعةً وأسروا؛ وفر إليهم علي بن محمد الخازن فالتحق بالقرامطة.

وورد الخبر بأن عبد الله بن عبيد الله أخا مسلم أوغل في الصعيد، وقتل، واستخرج الأموال، وأسرف في قتل المغاربة وأسرهم، ثم كر راجعاً إلى خميم.

ولست عشرة خلت منه جمع المعز أولاد الإخشيدية وغيرهم من الجند واعتقلهم.

وفي سلخه طيف بتسعة من القرامطة على الإبل بالبرانس ومعهم ثلاث رؤوس؟

<<  <  ج: ص:  >  >>