للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذ جوهر فى حفر خندق عظيم على عسكره، وجعل له أبوابا، وكان ظالم بن موهوب معه، فأنزله بعسكره خارج الخندق، وصار أفتكين فيمن جمع من الدعّار، وأجرى لكبيرهم قسّام رزقا.

ووقع النفير على قبة الجامع والمنابر، وساروا فجرى بينهم وبين جوهر وقائع وحروب شديدة وقتال عظيم، وقتل بينهم خلق كثير من يوم عرفة، فجرى بينهم اثنتا عشرة وقيعة إلى سلخ ذى الحجة.

ولم يزل إلى الحادى عشر من ربيع الأول سنة ست وستين فكانت بين الفريقين وقعة عظيمة، انهزم فيها أفتكين بمن معه، وهمّ بالهرب إلى أنطاكية، ثم إنه استظهر.

ورأى جوهر أن الأموال قد تلفت، والرجال قد قتلت والشتاء قد هجم، فأرسل فى الصلح، فلم يجب أفتكين، وذلك أن الحسين بن أحمد الأعصم القرمطى بعث إلى ابن عمه جعفر المقيم عند أفتكين بدمشق: «إنى سائر إلى الشام»، وبلغ ذلك جوهر، فترددت الرسل بينه وبين أفتكين حتى تقرّر الأمر أن جوهر يرحل، ولا يتبع عسكره أحد، فسرّ أفتكين بذلك، وبعث إلى جوهر بجمال ليحمل عليها ثقله لقلة الظهر عنده؛ وبقى من السلاح والخزائن ما لم يقدر جوهر على حمله فأحرقه، ورحل عن دمشق فى ثالث جمادى الأولى.

وقدم البشير من الحسن بن أحمد القرمطى إلى عمه جعفر بمجيئه، وبلغ ذلك جوهر، فجدّ فى السير، وكان قد هلك من عسكره ناس كثير من الثلج، فأسرع بالمسير من طبرية،


= - ويكونون من أنفسهم هيئة من المؤيدين لأسرة أو أسرتين من كبار الأسر فى المدينة، ومنها يختار قائدهم الذى كان يلقب بلقب «الرئيس»، وكان هذا الرئيس يفرض على السلطات الرسمية أن تعترف به «كرئيس للبلد» وهو نوع من العمدة أو المحافظ، وكان نفوذه يماثل أو يفوق أحيانا نفوذ القاضى وقد اضمحل نظام الأحداث وانتهى عند ما أسس السلاجقة وخلفاؤهم من الأتابكة نظام الشحنة أو الشحنكية، وعينوا لكل مدينة شحنة تعاونه حامية من جنود الجيش النظاميين. هذا وقد وردت نصوص كثيرة تشير الى «الأحداث» فى: (ابن القلانسى: ذيل تاريخ دمشق، نشر آمدروز، وانظر المقدمة التى كتبها جب للترجمة الانجليزية لهذا الكتاب) و (ابن العديم زبدة الطلب فى تاريخ حلب، نشر سامى الدهان) و (ابن الأثير: الكامل) و (سبط ابن الجوزى: مرآة الزمان) .. الخ وانظر كذلك:
(C.Cahen:art:Ahdath.in Enc.Isl.٢ nd edition) .