للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسار جوهر إلى مصر، فكان مدة قتالهم على الزيتون وقفلتهم إلى عسقلان حتى خرجوا منها نحوا من سبعة عشر شهرا - بقيّة سنة ست إلى أن دنا خروج سنة سبع وستين -.

وقدم جوهر على العزيز، فأخبره بتخاذل كتامة، فغضب غضبا شديدا، وعذر جوهر فى باطنه، وأظهر التنكير له، وعزله عن الوزارة، وولّى يعقوب بن كلّس عوضه فى المحرّم سنة ثمان وستين.

وخرج العزيز فضربت له خيمة ديباج رومىّ عليها صفريّة (١) فضة، فخرج إليه أهل البلد كلّهم حتى غلّقت الأبواب، وسألوه فى التوقف عن السفر، فقال:

«إنما أخرج للذبّ عنكم، وما أريد ازديادا (٢) فى مال ولا رجال».

وصرفهم.

ومنع العزيز فى هذه السنة - وهى سنة سبع وستين - النصارى من إظهار ما كانوا يفعلونه فى الغطاس (٣): من الاجتماع، ونزول الماء، وإظهار الملاهى، وحذّر من ذلك.

وسار العزيز، وعلى مقدمته حسّان بن على بن مفرج بن دغفل بن الجرّاح الطائى، فتنحّى (٤) أفتكين عن الرملة، ونزل طبرية.

واتفق أن عضد الدولة أبا شجاع فنّاخسرو بن ركن الدين أبى يحيى الحسن بن بويه أخذ بغداد من ابن عمه بختيار بن أحمد بن بويه، فسار بختيار إلى الموصل، واتفق مع أبى تغلب الغضنفر بن ناصر الدولة ابن حمدان على قتال فنّاخسرو، فسار إليهم فنّاخسرو وأوقع بهم، فانهزموا، وأسر بختيار وقتله، وفرّ حينئذ من أولاد بختيار إعزاز الدولة المرزبان، وأبو كاليجار وعمّاه (٥): عمدة الدولة أبو إسحاق، وأبو طاهر محمد، ابنا معز الدولة أحمد بن بويه، وساروا


(١) الصفرية اناء من النحاس الأصفر؛ قدر أو دست، ويبدو أن معناها هنا كرة من النحاس الأصفر تعلو الخيمة. انظر (Dozy;Supp.Dict.Arab .)
(٢) الأصل: «ازدياد».
(٣) ليلة الغطاس هى الليلة الحادية عشرة من طوبة، انظر الكلام عن الاحتفال بالغطاس فى مصر الاسلامية فى: (المسعودى: مروج الذهب) و (المقريزى: الخطط، ج ٢ ص ٣٩١ - ٣٩٢).
(٤) الأصل: «فتنحا».
(٥) الأصل: «وعماده» وما أثبتناه تصحيح يقتضيه السياق.