وكان يعلف له من الخيل فى كل يوم والبغال والحمير والجمال عشرون ألف رأس، منها لركوبه ألف فرس، سوى البغال.
وقال ابن سعيد عن «كتاب سيرة الأئمة لابن مهذب»: قال: كتب أبو جعفر محمد ابن حسين بن مهذب صاحب بيت المال إلى العزيز:
«يا مولانا - صلى الله عليك -: ربما سألنى أهلى وكتابى وبعض الكتاب المتصرفين من عبيد الدولة الموثوق بهم فى قرض مال، ومالى لا يحتمل ذلك، ومال مولانا فلا تبسط فيه يدى إلا بإذنه، وقد كتبت هذه الرقعة إلى مولانا أستأذنه فيما أعوّل عليه».
فوقّع العزيز عليها:
«يا محمد: سلّمك الله، من أتاك من أهلك وكتابك وخزانك والمتصرفين معك، ومن سائر عبيدنا والمتمسكين بأذيالنا يطلب منك سلفا، ورأيت منه ما يدل على صحة ما شكاه من ضرورته، وعلمت صدقه فى ديانته، فادفع إليه ما رأيته، وخذ منه خطّه، ولا تطلب منه؛ فإن ردّه إليك عفوا من ذات نفسه، فخذ منه؛ وإن لم يرده إليك، وعلمت أن يده لا تصل إلى ردّه، فاعذره فى تأخير ما قبضه؛ وإن طلب زيادة زدته على شرطه، واسكت عن طلبه؛ ومن عرفت أنه قادر على ردّ ما قبضه، ولم يعده إليك، فأمسك عن طلبه، وامنعه من مثله».
وأنفذ العزيز إلى أبى عبد الله حسين بن البازيار ببلبيس - وقد اشتدّ به الوجع -، فبكى؟؟؟ رآه، فقال له العزيز:
تبكى يا حسين؟! لا تبك علىّ الساعة، ولكن إذا ضرب مولاك الأمير ابنى بيده على لحيته فابك البكاء الطويل إن قدرت».
فلما كان فى سنة أربع وتسعين قتل الحاكم ابن البازيار عند خروج لحيته.