للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لم يكن عن اختيارى، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما قصّر عبدك الفضل بن صالح فى خدمته، قال: وإيش تظن أن فضل أخذ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، هذا قول الناس.

فقال: والله العظيم ما أفلح فضل فى حركته تلك، ولا أنجح ميزاننا. أنفقنا ألف ألف دينار ذهبا صناعا، وإنما أخذه ملك النوبة وأنفذ به إلىّ. فقلت صدقت يا أمير المؤمنين وعلمت أن هذا مما قرّر قائد القوّاد الحسين بن جوهر فى نفسه ليبطل فعل فضل وخدمته، فاستقر.

وأما خبر القاهرة فإنه جرى الأمر فى يوم عاشوراء على العادة من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين والنّاحة إلى جامع القاهرة (١)، فتظاهروا فيه بسبّ السّلف، فقبض على رجل ونودى عليه: هذا جزاء من سب عائشة وزوجها؛ وضربت عنقه. وتقدّم الأمر إلى أصحاب الشرطة ألا يتعرّض أحد لسبّ السّلف، ومن فعل ذلك قبض عليه، فانكفّ الرعاع عن السبّ والتعرّض للحاجّ.

وللنصف من صفر وردت قافلة الحاج.

وفى نصف ربيع الأول جمع الحاكم نحو ألفى باقة نرجس وأتحف بها الأولياء.

واستهل رجب بيوم الأربعاء، فخرج أمر الحاكم إلى أصحاب الدواوين بأن يؤرخوه بيوم الثلاثاء.

وفيه هبّت ريح عاصفة، ثم أرعدت ونزل المطر وفيه برد كهيئة الصفائح إذا سقط إلى الأرض تكسر، فكان فيه ما يبلغ وزنه زيادة على أوقيتين، وفيه ما هو قدر البيضة، فغطى الأرض؛ وأقام الناس أياما يتبعونه فى الأسواق. ولم يعهد مثل ذلك بمصر.


(١) فى مناسبة ذكرى استشهاد الحسين، ، وكان هذا الاحتفال الحزين يقام فى العراق أيضا على أيام بنى بويه.