للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شعبان تراخت الأسعار.

وفى رمضان قرئ سجل فيه «يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون (١)، ولا يعارض أهل الرؤية فيما هم عليه صائمون، ويفطرون؛ وصلاة الخمسين للذين بما جاءهم فيها يصلون وصلاة الضحى وصلاة التراويح لا مانع لهم منها ولا هم عنها يدفعون (٢)؛ ويخمّس فى التكبير على الجنائز المخمّسون، ولا يمنع من التربيع عليها المربّعون؛ يؤذّن بحىّ على خير العمل المؤذّنون، ولا يؤذّى من بها لا يؤذّنون؛ لا يسبّ أحد من السّلف؛ ولا يحتسب على الواصف فيهم بما يصف، والحالف منهم بما حلف؛ لكل مسلم مجتهد فى دينه اجتهاد».

وفيه ركب سائر العرائف والأولياء وأكثر أهل البلد إلى القصر وقد عظمت الزّحمة، واصطفت العساكر حول القصر بالسّلاح، ولم يعرف أحد ما هذا الاجتماع؛ فخرج صالح ابن على بالخلع على فرس بسرج ولجام ذهب، وبين يديه فرسان وسفط ثياب، وسجلّ يتضمن أنه لقب بثقة ثقات السيف والقلم.

وأعيد عبد العزيز بن النعمان إلى النظر فى المظالم.

وتزايدت الأمراض وكثر موت الناس، وعزّت الأدوية؛ فبلغ السكّر أربعة دراهم للرطل، وبذر الرمان كل أوقية بدرهم، ودهن البنفسج كل أوقية بدينار، والعناب والإجّاص كل أوقيتين بدرهم وباقة لينوفر بدينار، والبطيخة بثلاثة دنانير.


(١) لا يقيد الفاطميون أتباعهم عند الصيام والفطر برؤية الهلال وإنما يحكمون الحساب وحده أو الحساب مع الرؤية، ويقولون الرؤية والحساب كالظاهر والباطن، فالهلال كالظاهر لأنه مشاهد والحساب كالباطن لأنه معقول. ونرى هذا أيضا فى كثير من المناسبات حين يشاهد هلال شهر ما فيصدر قرار من القصر الفاطمى ببدء الشهر فى يوم آخر، سابق أو لاحق، وسنجد أمثلة لهذا فى خلال هذا الكتاب.
(٢) بهامش الأصل عبارة نصها: «وبخطه: صلاة التراويح أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأمر الناس بها فى شهر رمضان سنة أربع عشرة بمجمع من الصحابة، فأم الناس أبى بن كعب بالمدينة وكتب عمر إلى الأمصار بإقامة التراويح. واستمر الصحابة بعده يقيمونها، وكان على إذا مر ليالى رمضان فرأى القناديل تزهر وسمع القرآن يقرأ قال: نور الله قبر من نور علينا مساجدنا. وصليت عشرين ركعة لأنهم وزعوا القرآن عليها ليكون الختم فى آخر الشهر».