للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يركب الحاكم لصلاة عيد الفطر وصلى القاضى مالك بن سعيد بالناس فى المصلّى وخطب.

وفى ذى القعدة أعيدت المكوس التى كانت رفعت.

وسارت قافلة الحاجّ فى النصف منه.

وحمل سماط عيد النحر يوم التاسع من ذى الحجة على عادته، غير أنه أبطل منه الملاهى والخيال واللعب الذى كان يعمل فى كل سنة.

وصلى القاضى بالناس صلاة عيد النحر وخطب.

وفى يوم عيد الغدير (١) منع الناس من عمله. ودرست كنائس كانت بطريق المكس وكنيسة بحارة الرّوم من القاهرة ونهب ما فيها. وقتل فى هذه الليلة كثير من الخدم والصّقالبة والكتّاب بعد أن قطعت أيديهم بالساطور على خشبة من وسط الذراع.

وفيها مات أبو الحسن على بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المنجم لثلاث خلون من جمادى الأولى (٢)، وقتل القائد فضل بن صالح، ضربت رقبته لتسع بقين من ذى القعدة.


(١) يقول المقريزى إنه لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سلف الأمة، وأول ما عرف بالإسلام فى العراق أيام معز الدولة على بن بويه سنة ٣٥٢ فاتخذه الشيعة من بعده عيدا لهم استنادا إلى حديث رواه البراء بن عازب، ، عن النبى ، فى سفر عند غدير خم «إذ صلى ثم أخذ بيد على بن أبى طالب كرم الله وجهه وقال: ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم. قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنى أولى بكل مؤمن من نفسه. قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلى مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال البراء: فلقيه عمر بن الخطاب، ، فقال: هنيئا لك يا ابن أبى طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة. الخطط: ٣٨٨:١.
(٢) هو أبو الحسن على بن أبى سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى المصرى المنجم، صاحب الزيج الحاكمى المعروف بزيج ابن يونس. يقول ابن خلكان إنه رآه فى أربع مجلدات. ويروى ابن خلكان عن غيره أن ابن يونس كان أبله مغفلا يعتم على طرطور طويل ويجعل رداءه فوق العمامة، رث الثياب. ويذكر أنه مع هذا كان له إصابة بديعة غريبة فى النجامة لا يشاركه فيها غيره، وكان أحد الشهود، وكان متفننا فى علوم كثيرة، يضرب بالعود، وله شعر حسن. وفيات الأعيان: ٤٧٤:١ - ٤٧٥.