للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكره. ثم اتفق أن اعتلّ حسان علّة أشفى منها، وكثر الإرجاف به فيها، وكتب أصحاب الأخبار بذكرها إلى الظاهر؛ فكاتب الدّزبرى بقصده وانتهاز الفرصة فى أمره؛ فسار إليه وهو بناحية نابلس. فبلغ حسان عن سيره، وقد أبلّ من مرضه فاستنهض أهله وأصحابه، وجمع نحوا من ثلاثة آلاف فارس، وتلقى الدّزبرى، فعاد إلى الرملة وحسّان فى إثره، فحصره واستدعى رجاله من الجبال والشراة إليه، فصار إليه منهم عدد كثير. وقاتله الدّزبرى على باب الرّملة ثلاثة أيام بلياليها بعد ما كبس حسّان طبرية، ونهبها، وقتل من بها، وفرّ منها متولّيها مجد الدولة فتاح بن بويه الكتامى إلى عكا. فبلغ حسّان، عن أخيه ثابت، أنه انتهى إلى الدّزبرى، فبعث جريدة (١) كبست حلة ثابت ونهبتها.

وفيه أفرد صدقة بن يوسف الفلاحى بالنظر فى ديوان الكتاميين. وأقام الظاهر أياما لم يركب ولم يدخل إليه أحد.

وفى حادى عشريه ورد الخبر بأن حسّان بن جراح اجتمع مع سنان بن عليان بن البنا، وانضم إليه سائر إخوته، وساروا جميعا بظاهر فلسطين؛ فقابلهم الدّزبرى كما تقدم، إلى أن فارقه ثابت بن جراح ولحق بأخيه حسان. وقدمت نجدة من صالح بن مرداس لحسّان، فبعث الدّزبرى يطلب من الظاهر نجدة بألف فارس وألف راجل، فجرّدت جماعة يسيرة، ودفع إلى كل فارس أربعون دينارا؛ فاشتملت الجريدة على ألفى فارس وراجل، تولى النّفقة فيهم معضاد الخادم والشريف العجمى ونجيب الدولة الجرجرائى.

فلم يخرج من الجريدة إلاّ طائفة يسيرة مضوا إلى العريش؛ وبطل أمر من تجرّد بعد ذلك.

وسعى بمحسن بن بدواس بأنه كاتب حسان بن جراح يحرّضه على الفتنة، وكاتب ملك الروم (٢) يطمعه فى الدولة. وانتصب له الطائفة التى تحضر عند الظاهر فى المعاملة.


(١) الجريدة الفرقة من العسكر الفرسان لا رجالة بينهم، والفرقة من الجند إذا خرجت مسرعة من غير أثقال لمهمة تستدعى الإسراع فى الخروج. لسان العرب؛ Dozy،Supp Dict.Ar .
(٢) وهو الإمبراطور باسيل الثانى.