من خرج من حاج المغاربة بعد ما نهبوا وجرحوا وسلبوا، فلم يحجّ أحد فى هذه السنة من مصر.
وفيه قرئ سجل بحطيطة جميع مكوس الغلّة المباعة بساحل مصر، وأن يبيع الناس بغير تسعير. وكثرت الأخباز، وبيع القمح بدينارين ونصف وربع للتليس، والخبز السميد رطلان بدرهم وربع، والخبز الحوّارى رطلان بدرهم. وضرب عدّة من الخبّازين على خلطهم الطّفل المسحوق فى الأخباز.
وقدم الخبر أنّ حسّان بن جرّاح أنفذ ألفى فارس فلم يعلم جهة قصدهم، فاضطرب الناس لذلك؛ ثم تبيّن أنها وردت إلى الفرما مع أبى الغول، ففرّ الناس فى المراكب إلى تنّيس؛ وأخذ النّاس بمصر فى إحراز أموالهم، وفقد الخبز القمح والدقيق. ونفذت الكتب إلى الحوف (١) بدخول الرّجال الجوّالة إلى الحضرة لتجدّد عسكرا لحفظ البلاد؛ ثم أبطل ذلك خوفا من نهبهم المدينة وكثرة كلفتهم.
ذو الحجة؛ وأوله الثلاثاء. فى رابعه ركب الظّاهر فى خاصّته إلى عين شمس وعاد.
وفى خامسه أطلق لوفد مكة ألف دينار يرتفقون بها وأمرت لهم أمّ الظاهر أيضا بشئ من عندها. وكثرت نقل الناس خوفا من النّهب فى يوم الأضحى. وعمل سماط العيد السّكر من عند نجيب الدولة على بن أحمد الجرجرائى، وعدد قطعه وتماثيله مائة وسبع وخمسون قطعة وسبعة قصور كبار، كلّها من السكر، وحمل فى تاسعه إلى القصر ومعه الفرحيّة الطبّالون، وأفراس الخيل، والسّودان والصّقالبة على العادة.
(١) كان الوجه البحرى ينقسم إلى أربع نواح: الحوف الشرقى، وكان يشمل عين شمس ومحافظتى القليوبية والشرقية الحاليتين ومدينتى الفرما والعريش، وبطن الريف وكان يشغل ما يسمى الآن محافظة الدقهلية وجزءا من شمال مديرية الغربية، والجزيرة وهى بقية الأرض الواقعة بين فرعى النيل، والحوف الغربى أى مديرية البحيرة. اتعاظ: ١١٨:١: حاشية: ١ نقلا عن صبح الأعشى.