للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمصرى. فصار إلى فخر العرب من جملة ما وقع فى سهمه منها قطعة بلخش زنتها ثلاثة وعشرون مثقالا، فأنفذها مع باقى ما حصل له منها إلى الفخرية، وكانت بثغر الإسكندرية، فحملت بعد ذلك إلى تنّيس مع غيره من رجالاتهم، فصار جميعه عند أمير الجيوش بالشّام.

وصار إلى تاج الملوك منها حبّات درّ، زنة كلّ حبة ثلاثة مثاقيل وعدّتها مائة حبة؛ فلما انهزم من مصر أخذها بعض غلمانه مع غيرها من نفيس الجوهر وهرب إلى الصعيد، فقتل وأخذ منه.

وأخرج من خزائن الطّيب مما أخرج خمسة صوارى عود هندى، طول كل واحد منها ما بين تسعة أذرع إلى عشرة أذرع؛ وكافور قنصورى زنة كل حصاة منه من خمسة مثاقيل إلى ما دونها؛ وقطع عنبر تزن القطعة ثلاثة آلاف مثقال، فوهب ذلك لناصر الدولة، فحاز منه مالا حدّ له ولا قيمة. وحمل إليه من القصر متارد صينى، يقوم كل مترد منها على ثلاثة أرجل على صورة السّباع وغيرها، يسع كلّ منها مائتى رطل وما فوقها؛ وعدة قطع يشب وبازهر، منها جام سعته ثلاثة أشبار ونصف وعمقه شبر، مليح الصّورة.

وأخرج من القصر منديل نسيج من زغب ريش بدائر يسمى السّمندل، طوله تسعة أشبار، لا يحترق بالنّار، فاشتراه بعض المسافرين التجار بثمن يسير طلب فلم يقدر عليه. وصار إلى ناصر الدولة قطرميز (١) بللّور فيه صور ناتئة عن ضبّته يسع سبعة عشر رطلا، ودكوجة بللور تسع عشرين رطلا؛ وقصرية يصب كبيرة جدا؛ وعدة كاسات يصب؛ وطابع ندّ (٢) فيه ألف مثقال عمله فخر الدولة أبو الحسن على بن ركن الدولة ابن بويه الديلمى (٣) وكتب عليه فخر الدّولة شمس الدولة، وكتب عليه أبياتا، منها:


(١) قلة كبيرة من الزجاج. معرب. قال بعضهم:
أنا لا أرتوى بكاس وطاس … فاسقنيها بالزق والقطرميز
(٢) الند، بالفتح: عود يتبخر به.
(٣) وركن الدولة هو أبو على الحسن، حكم منطقة الرى وهمذان وأصفهان بين سنتى ٣٢٠ - ٣٦٦ (٩٣٢ - ٩٧٦). وحكم ابنه فخر الدولة المذكور بين سنتى ٣٦٦ - ٣٨٧ (٩٧٦ - ٩٩٧) فى الرى وهمذان، وانتزع أصفهان سنة ٣٧٣ (٩٨٣) من أخيه مؤيد الدولة أبى منصور الذى كان يتولاها منذ سنة ٣٦٦ (٩٧٦)، أى منذ وفاة والده ركن الدولة:
Mohammadan Dynasties .