بمصر، وأزال الإعتراض عما له بمصر من خيل وتجارة وأثاث. فخاف شمس الخلافة على نفسه ولم يطمئن إلى أهل البلد، واستدعى جماعة من الأرمن وأقرهم عنده.
وفي يوم الأحد العشرين من شوال حدثت ريح حمراء بالقاهرة.
وفيها أمر أمير المؤمنين الآمر بأحكام الله أن يبعث جليسه أبو الفتح عبد الجبار ابن إسماعيل، المعروف بابن عبد القوي لعماد الدولة زيادة على إخوته.
وفيها هبت بمصر وأعمالها في هذه الأيام ريح سوداء مظلمة، وطلع سحاب أسود أظلمت منه الدنيا حتى لم يبصر أحد يده، وسفت رماداً حتى ظن الناس أنها القيامة، ويئسوا من الحياة وأيقنوا بالبوار لهول ما عاينوه؛ ولم يزل ذلك من وقت العصر إلى غروب الشمس. ثم انجلى ذلك السواد وعاد إلى الصفرة والريح بحالها؛ ثم انجلت الصفرة، وظهرت الكواكب وقد خرج الناس من الأسواق والدور إلى الصحراء. ثم ركدت الريح وأقلع السحاب، فعاد الناس إلى منازلهم.