أما المراجع الاسماعيلية فترى أنه: لما آن لاسماعيل الأجل … أوصى والده الصادق الأمين أن يقيم لولده حجبا ومستودعا، كما أوصى هارون موسى أن يقيم لولده كفيلا، فأقام له يوشع بن النون سترا عليه وحجابا له، فسلمه - أعنى مولانا محمد بن اسماعيل - الى ميمون ابن غيلان بن بيدر بن مهران بن سليمان الفارسى - قدس الله روحه - فرباه وأخفى شخصه، وهو ابن ثلاث سنين مع ميمون القداح، وهو كفيل له ومستودع أمره، وميمون من أولاد سلمان، وسلمان من أولاد اسحاق بن يعقوب أهل الاستيداع، والقائمين بالبلاغ والابلاغ»، أى أن ميمونا وابنه عبد الله من بعده كانا حاجبين ومستودعين لأسرار أولاد اسماعيل بن جعفر الصادق. انظر ص ٤٧ و ٤٩ من كتاب «زهر المعانى» الذى نشره أخيرا المستشرق Ivanow فى كتابه" Ismaili Tradition Concerning the Rise of the Fatimids .) وقد ناقش Ivanow فى كتابه هذا، ص ١٣٣ و ١٥٣ و ٢٣٣ و ٢٣٦ جميع الآراء والأقوال المتصلة بحقيقة شخصية ميمون القداح، وخرج منها برأى يدافع عنه، خلاصته أن قصة انتساب الفاطميين الى ميمون خرافة لا يؤيدها المنطق أو المراجع الاسماعيلية أو الحوادث التاريخية. ويرى (Mamour:Op.Cit.P .٤٣،٩٢) أن ميمونا هو محمد بن اسماعيل نفسه، أما (B.Lewis:Op.Cit.P .٤٤ - ٦٥) فيرى أن عهد التكتم شهد نوعين من الأئمة: الأئمة المستودعون وينتسبون لميمون القداح، والأئمة المستقرون وينتسبون لمحمد بن اسماعيل (١) يفهم من النص أن الميمونية فرقة تنتسب لميمون القداح، غير أن الشهرستانى ذكر فى (الملل والنحل، ج ١، ص ٧٣) أن الميمونية هم: «أصحاب ميمون بن خالد، كان من العجاردة الا أنه تفرد عنهم باثبات أن القدر - خيره وشره - من العبد … والقول بأن الله تعالى يريد الخير دون الشر، وليس له مشيئة فى معاصى العباد .. وأن الميمونية يجيزون نكاح بنات البنات وبنات أولاد الاخوة والاخوات .. الخ» انظر أيضا: (الرازى: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، ص ٤٨).