للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: والأفضل هو الذى أنشأ بستان البعل (١)، والمنتزه المعروف بالتّاج (٢)، والخمس وجوه (٣)، والبستان الكبير، والبستان الخاص بقليوب (٤)؛ وجدّد بستان الأمير تميم ببركة الحبش، وأنشأ الرّوضة بحرىّ الجزيرة، وكان يمضى إليها فى العشاريات الموكبيّة؛ .

فى مستهل ذى القعدة خلع على القائد أبى عبد الله بن فاتك بذلة مذهّبة بشدّة الخليفة الدّاعية، وحلّت المنطقة من وسطه؛ وخلع على ولده بذلة مذهبة وحلّت منطقته أيضا؛ وعلى جميع إخوته بمثل ذلك.

واستمر ينفذ الأمور لا يخرج شيء عن نظره إلى مستهلّ ذى الحجة؛ ففى يوم الجمعة ثانيه خلع عليه من ملابس الخاصّ الشريفة فى فرد كمّ (٥) مجلس العيد، وطوّق بطوق ذهب مرصّع، وسيف ذهب مرصّع؛ وسلّم على الخليفة، فأمر الخليفة الأمراء وكافّة الأستاذين المحنّكين (٦) بالخروج بين يديه، وأن يركب من المكان الذى كان الأفضل يركب منه.


(١) البعل الأرض المرتفعة التى لا يصيبها المطر إلا مرة واحدة فى السنة، وقيل كل شجر وزرع لا يسقى. وأرض البعل هذه المعروفة ببستان البعل كانت بجانب الخليج متصلة بأرض الطبالة، أنشأ بها الأفضل منظرة وأحاطها بسور. المواعظ والاعتبار: ١٢٩:٢؛ الخطط التوفيقية: ٤:٢.
(٢) من المناظر التى كان الفاطميون ينزلونها للنزهة، وكان لها فرش معد للشتاء وآخر للصيف، يقول المقريزى إنها خربت وتحولت إلى كوم تحته حجارة كبيرة وأصبحت الأرض المحيطة بها مزارع من جملة أراضى منية السيرج. المواعظ والاعتبار: ٤٨١:١.
(٣) منظرة أخرى كسابقتها يقول المقريزى إنها بنيت على بئر متسعة كان بها خمسة أوجه من المحال الخشب التى تنقل الماء لسقى البستان، كما بنيت عندها فى أيام النيل البشنين، فإذا انحسر النيل زرعت الأرض كتانا. نفس المصدر: ٤٨١:١.
(٤) يذكر المقريزى أنه كان للفاطميين بساتين عدة يتنزهون فيها منها البساتين الجيوشية وهى اثنان أحدهما يمتد من خارج باب الفتوح إلى المطرية والآخر يمتد من خارج باب القنطرة إلى الخندق، ومن شدة غرام الأفضل بالبستان المجاور لأرض البعل أنه عمل له سورا كسور القاهرة وعمل فيه بحرا كبيرا فى وسطه منظرة محمولة على أربعة عمد من أحسن الرخام وحفها بشجر النارنج، وسلط على هذا البحر أربع سواق وجعل له معبرا من نحاس مخروط وجلب إليه أنواعا من الطيور وأقام به أبراج الحمام، وكانت قيمة ما يباع سنويا من زهر البستانين وثمرهما نيف وثلاثون ألف دينار. وكان الحاصل بالبستان الكبير إلى سنة أربع وعشرين وخمسمائة ثمانمائة وأحد عشر رأسا من البقر ومائة وثلاثة رءوس من الجمال، وبه من العمال ألف عامل، وسور البستانين من شجر السنط والإثل والجميز. المواعظ والاعتبار: ٤٨٧:١.
(٥) وردت هكذا أيضا فى المواعظ والاعتبار ولعل نص العبارة التى وردت هناك يفيد فى فهم مدلولها. يقول المقريزى فى مناسبة تولى المأمون البطائحى الوزارة إن الخليفة اشترط ألا تجبى الأموال إلا بالقصر ولا تصل الكسوات إلا إليه ولا تفرق إلا منه وتكون أسمطة الأعياد فيه «وزيادة رسم منديل الكم» فوافق المأمون وأقر أن يكون الرسم فى كل يوم مائة دينار بدلا من ثلاثين دينارا، رسمه السابق. نفس المصدر: ٤٤١:١؛ الخطط التوفيقية: ٥:٤.
(٦) الأستاذون: الخدام والطواشية ومنهم أرباب وظائف القصر، وأجلهم المحنكون الذين يديرون عمائمهم حول أحناكهم. صبح الأعشى: ٤٧٧:٣.