للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: «ما أكذّبك، ولكن أخاف الديلم، وأخاف من المصرى، ومن الدعاة التى له فى البلاد».

فقال أبوه: «أتخاف من هو بعيد منك وتراقبه، وتسخط من أنت بمرأى منه ومسمع، وهو قادر عليك وعلى أهل بيتك؟».

وتردد القول بينهما، ولم يكتب الرضىّ خطّه، فحرد عليه أبوه وغضب، وحلف أن لا يقيم معه فى بلد، فآل الأمر إلى أن حلف الرضىّ أنه ما قال هذا الشعر.

واندرجت القصة على هذا.

ففى (١) امتناع الرضىّ من الاعتذار، ومن أن يكتب طعنا فى نسبهم دليل قوىّ على صحة نسبهم.

وسألت أنا جماعة من أعيان العلويين عن نسبه فلم يرتابوا فى صحته.

وذهب غيرهم إلى أن نسبه مدخول ليس بصحيح، وغلا طائفة منهم إلى أن جعلوا نسبه يهوديا.

وقد كتب فى الأيام القادرية محضر يتضمن القدح فى نسبه ونسب أولاده، وكتب فيه جماعة من العلويين (٢) وغيرهم: أن نسبه إلى أمير المؤمنين على - كرّم الله وجهه - غير صحيح.

وزعم القائلون بصحة نسبه أن العلماء ممن كتب فى المحضر إنما كتبوا خوفا وتقية، ومن لا علم عنده بالأنساب فلا احتجاج بقوله.

وزعم الأمير عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن شدّاد بن تميم بن المعز بن باديس - صاحب تاريخ إفريقية والغرب - أن نسبه معرق فى اليهودية، ونقل فيه عن جماعة من العلماء، وقد استقصى ذلك فى ابتداء دولتهم وبالغ.


(١) الأصل «فبقى»، والتصحيح عن ابن الأثير، وبه يستقيم المعنى
(٢) ذكر (ابن الأثير: الكامل، ج ٨، ص ١٠) أسماء العلويين الذين وقعوا على المحضر، فراجعها هناك وراجع كذلك (ابن كثير: البداية والنهاية، ج ١١، ص ٣٤٦) و (ابن تغرى بردى: النجوم، ج ٤، ص ٢٣٠ - ٢٣١).