للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك المواضع، وكان يبغض العرب، ويجمع مساويهم، فسار إليه القداح، وعرّفه من ذلك ما زاد به محله، وأشار إليه أن لا يظهر ما فى نفسه ويكتمه، ويظهر التشيع والطعن على الصحابة، فاستحسن قوله، وأعطاه مالا ينفقه على الدعاة إلى هذا المذهب، فسيّر دعاته إلى كور الأهواز، والبصرة، والكوفة، والطالقان (١)، وخراسان، وسلمية من أرض حمص.

وتوفى القدّاح ودندان، فقام من بعد القدّاح ابنه أحمد، وصحبه انسان يقال له أبو القاسم رستم بن الحسين بن فرج (٢) بن حوشب بن زاذان النجار، من أهل الكوفة، وألقى إليه مذهبه فقبله، وسيّره إلى اليمن، وأمره بلزوم العبادة والزهد، ودعا الناس إلى المهدى، وأنه خارج


= - والى العراق حيث أسسا مذاهب الباطنية، ثم قدم دندان لعبد الله ألفا ألف دينار ليصرف منها على نشر الدعوة، ثم بدأ دندان ينشر دعوته فى منطقة الجبل، فتبعه جماعة من الأكراد، انظر (الفهرست لابن النديم، ص ٢٦٧) و (البغدادى: الفرق بين الفرق، ص ٢٧٠) و (الاسفرايينى: التبصير فى الدين، ص ٨٣) .. الخ
وهو فى المراجع الشيعية أبو جعفر أحمد بن الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران من الأهواز، وكان من الغلاة، وله تصانيف كثيرة، وكان أبوه الحسين من الثقات، روى الكثير عن على الرضا (٢٠٢ - ٨١٧) ومحمد الجواد (٢٢٠ - ٨٣٥) وعلى الهادى (٢٤٥ - ٨٦٨)، وهو أصلا من الكوفة، ثم رحل الى الأهواز حيث ولد له أحمد، ثم ارتحل الى قم حيث مات بها. انظر مثلا: (الفهرست للطوسى، ص ٢٦، ١٠٤) و (ابن شهرآشوب: معالم العلماء، ص ١٠ و ٣٥)، ولتوضيح حقيقة دندان انظر:
(Lewis:Op.Cit.P .١٢،٥٦ - ٥٨،٦٩ - ٧١) :
(١) الطالقان بلدتان احداهما بين قزوين وأبهر، والثانية بخراسان بين مروالروذ وبلخ، ولعل الثانية هى التى يقصدها النص هنا. انظر (معجم البلدان لياقوت).
(٢) فى ابن الاثير: «ابن الحسين بن حوشب بن دادان»، وهناك اختلافات كبيرة عند ذكر اسمه فى المراجع المختلفة، كما يتبين عند مقارنة نصى الأصل وابن الأثير، وهو فى الخطط للمقريزى: «أبو القاسم الحسين بن فرج بن حوشب الكوفى» ويسمى أيضا منصور اليمن، ويرى (Key:Op.Cit.P .٣٢٣) أن هذه الكنية ليست جزءا من اسمه الحقيقى، وانما هى صفة يقصد بها أنه الرجل الذى انتصر على يده المذهب فى اليمن، وقد ذكر (البهاء الجندى: تاريخ القرامطة الملحق بتاريخ اليمن لعمارة، ص ١٤١) - نقلا عن ابن الجوزى - أن ابن حوشب وصل مع على بن الفضل الى اليمن فى سنة ٢٧٩، وقد قارن (Kay:P .٢٢٥) نصوص المراجع المختلفة وأثبت أنهما وصلا الى اليمن سنة ٢٦٨، وقد روى (الجندى، ص ١٥٠) أن ابن حوشب توفى سنة ٣٠٢ بعد وصوله بأربع وثلاثين سنة، انظر أيضا: (ابن مالك: كشف أسرار الباطنية، ص ٢٢ - ٢٨) و (Kay:Op.Cit.P.١٩١،٢٨٢ ctc .)