وخرج عليه بعد أبي يزيد عدة خوارج، فظفر بهم المنصور.
ثم عاد المنصور إلى المهديلة في شهر رمضان سنة ست وثلاثين.
وكانت وفاة القائم بأمر الله أبو القاسم محمد بن عبيد الله المهدي لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وقام بالأمر من بعده ابنه أبو طاهر إسماعيل المنصور بنصر الله، وكتم موته خوفاً أن يعلم أبو يزيد، فإنه كان على سوسة قريبا منه، فأبقى الأمور على حالها، ولم يتسم بالخليفة، ولا غير السكة ولا الخطبة ولا البنود، وبقى كذلك حتى فرغ من أمر أبي يزيد، فلما فرغ منه أظهر موت أبيه، وتسمى بالخلافة، وعمل آلات الحرب.
ويقال إن القائم لم يرق سريرا، ولا ركب دابة صيد منذ أفضى إليه الأمر حتى مات، وإنه صلى مرة على جنازة، وصلى مرة العيد بالناس.
وكانت مدة خلافته اثنتى عشرة سنة، وسبعة أشهر، واثنى عشر يوما.
وعمره ثمانيا وخمسين سنة، وقيل أربعا وخمسين سنة، وتسعة أشهر، وستة أيام.
وأولاده: أبو الطاهر إسماعيل.
وأبو عبد الله جعفر ومات في أيام المعز وحمزة، وعدنان، وأبو كنانة قبضوا بالمغرب ويوسف مات ببرقة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وعبد الجبار توفي بمصر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وأربع بنات.