(٢) يسميه ابن خلكان، نقلا عن خريدة القصر للعماد الأصفهانى، يوسف بن محمد، كاتب الدست، أى صاحب ديوان الإنشاء، منذ أيام الحافظ لدين الله ومن جاء بعده من الخلفاء إلى أن كبرت سنه وعجز عن الحركة، وفى رعايته نشأ القاضى الفاضل عبد الرحيم البيسانى الذى تولى كتابة الإنشاء لأسد الدين شيركوه، ثم لصلاح الدين الأيوبى. توفى الموفق ابن الخلال سنة ٥٦٦. وكانت له قدرة على الترسل فى الكتابة وعلى استعمال المحسنات البديعية بكثرة وغزارة، ولم يخل شعره من هذه المحسنات الغزيرة. فمنه قوله: عذبت ليال بالعذيب خوالى … وحلت مواقف بالوصال حوالى ومضت لذاذات تقضى ذكرها … تصبى الحليم وتستهيم السالى وجلت موردة الخدود فأوثقت … فى الصبوة الخالى بحسن الخال قالوا سراة بنى هلال أصلها … صدقوا، كذاك البدر فرع هلال ومنه فى وصف شمعة: وصحيفة بيضاء تطلع فى الدجى … صبحا، وتشفى الناظرين بدائها شابت ذوائبها أوان شبابها … واسود مفرقها أوان فنائها كالعين فى طبقاتها، ودموعها … وسوادها، وبياضها، وضيائها وفيات الأعيان: ٤٠٧:٢ - ٤٠٩؛ شذرات الذهب: ٢١٩:٤؛ خريدة القصر قسم شعراء مصر: ٢٣٥:١ - ٢٣٧. (٣) شيخ كتاب الترسل دون منازع تثقف فى ديوان الإنشاء بإشراف الموفق ابن الخلال. يحكى عن نفسه أنه التحق بديوان الإنشاء وصاحبه عندئذ ابن الخلال فسأله ماذا أعددت لفن الكتابة من الآلات فأجابه: ليس عندى شيء سوى أنى أحفظ القرآن الكريم وكتاب الحماسة. فأمره، بعد طول ملازمة، أن يحل شعر الحماسة ففعل، فأمره أن يقوم بذلك مرة ثانية ففعل. وتولى الكتابة فى الإسكندرية مع صاحب ديوانها، ابن حديد، فحسده كتاب القاهرة وسعوا به إلى الظافر، فنفى القاضى ابن الزبير صاحب ديوان الإنشاء بالقاهرة عندئذ التهمة ومدحه عند الظافر فأمر باستدعائه من الإسكندرية ليكتب بديوان الإنشاء بالقاهرة، وترقى إلى أن صار فى النهاية وزيرا لصلاح الدين، وتوفى بعد وفاة سلطانه صلاح الدين بسنوات، وذلك سنة ٥٩٦. النكت العصرية: ٥٣ - ٥٤؛ خريدة القصر قسم شعراء مصر: ٣٥:١ - ٥٤؛ وفيات الأعيان: ٢: ٤٠٨ - ٤٠٩؛ شذرات الذهب: ٣٢٥:٤؛ طبقات الشافعية الكبرى: ٢٥٣:٣؛ كتاب الروضتين فى أكثر من موضع.