للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاشدد يديك على صفاء محبّتى … وامنن علىّ، وسدّ هذا البابا

وهو الّذى بنى الجامع خارج باب زويلة (١)؛ ووقف ثلثى المقس على الأشراف، وتسعة قراريط على أشراف المدينة، وقيراطا على بنى معصوم إمام مشهد علىّ الذى بشره بالمنام. ويقال إنه من ولد جبلة بن الأيهم الغسّانى.

وكان أبوه يسمّى أسد رزّيك وقدم مع أمير الجيوش بدر إلى مصر؛ وتوفّى سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.

ومن العجب أنّه ولى الوزارة فى التّاسع عشر، وقتل فى التّاسع عشر، وزالت دولتهم فى التّاسع عشر. وهو أوّل من خوطب بالملك فى ديار مصر ونعت به (٢).

ومن عجيب الاتّفاق أنّ عمارة أنشد مجد الإسلام رزّيك بن الصّالح بدار سعيد السّعداء فى ليلة السادس عشر من شهر رمضان أبياتا منها (٣):

أبوك الّذى تسطو اللّيالى بحدّه … وأنت يمين إن سطا، وشمال

لرتبته العظمى، وإن طال عمره … إليك مصير واجب ومآل

تخالسك اللّحظ المصون، ودونها … حجاب شريف لا انقضى وحجال (٤)


(١) بناه بقصد نقل رأس الحسين، ، من عسقلان إليه عند خوف هجوم الفرنج عليها، فلم يمكنه الفائز من ذلك وابتنى له المشهد المعروف بمشهد الحسين بجوار القصر ونقله إليه فى سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وبنى الصالح بجامعه صهريجا وجعل له ساقية تنقل الماء إليه من الخليج أيام النيل على القرب من باب الخرق (باب الخلق). ولم يكن به خطبة، وأول ما أقيمت به الجمعة فى أيام المعز أيبك التركمانى فى سنة اثنتين وخمسين وستمائة. صبح الأعشى: ٣٦٢:٣؛ المواعظ والاعتبار: ٢٩٣:٢ - ٢٩٤. وفى حديث رغبة الصالح فى نقل الرأس الشريفة من عسقلان إلى مسجده واعتراض الفائز هذه الرغبة نظر، فقد سقطت عسقلان فى يد الفرنج فى سنة ثمان وأربعمائة ولم يكن الفائز قد تولى الخلافة بعد وكانت الخلافة لأبيه الظافر، ولم يكن الصالح قد قدم القاهرة لتولى وزارة الفاطميين إذ أنه لم يقدم إليها إلا باستدعاء نساء القصر إياه بعد مقتل الظافر لينتقموا بمساعدته من عباس الوزير حينئذ. وقد سبق فى أخبار سنة ثمان وأربعين نبأ نقل الرأس الشريفة إلى القاهرة. وقد بنى الصالح مسجدا بالقرافة إلى جانب تربته يقول المقريزى إنه بناه بخط الجامع الذى عرف باسم جامع الأولياء، وتقع تربته فى الجهة الغربية لجامع الأولياء بالقرافة الكبرى ملاصقة له، وعرف هذا الجامع باسم مسجد بنى عبيد الله، ومسجد القبة، ومسجد العزاء، وكان فى أعلاه منظرة، وعمارته متقنة الزى. وبقى هذا المسجد كما يقول المقريزى إلى ما بعد سنة ثمانمائة. المواعظ والاعتبار: ٤٤٧:٢.
(٢) كان رضوان بن ولخشى الوزير أول من لقب بالملك. وقد سبق ذكر ذلك، وتؤكده المصادر المختلفة.
(٣) النكت العصرية: ٤٩؛ خريدة القصر قسم شعراء مصر: ١٨٠:١.
(٤) حجال جمع حجلة، وهو البيت يزين للعروس.