(٢) يقول ابن واصل: «وكان الطريق إذ ذاك شرقى الكرك والشوبك على عقبة أيلة إلى صدر وسويس ثم إلى البركة». مفرج الكروب: ١٣٨:١. وصدر بفتح الصاد وسكون الدال قلعة فى الطريق بين أيلة والسويس تركزت أهميتها فى قيمتها الاستراتيجية. والبركة هى بركة الجب، جب عميرة، وهى أيضا بركة الحجاج، إذ كان الحجاج يتجمعون عندها قبل خروجهم إلى الحج. وكانت الجيوش الذاهبة إلى الشام تتجمع عندها أيضا. وهى تقع على مسافة «بريد» من القاهرة، من شمالها، أى على مسافة اثنى عشر ميلا. (٣) المقصود به الحمام الذى كان يستخدم فى نقل الرسائل البطائق. وقد بالغ الخلفاء ورجال الدولة على اختلاف درجاتهم فى اقتنائه واعتمدوا عليه فى تبليغ الرسائل عند الحاجة إلى الإسراع فى هذا، وقد بلغ ثمن الطائر الواحد من هذا النوع سبعمائة دينار، وقيل إن طائرا منها جاء من خليج القسطنطينية إلى البصرة بلغ ثمنه ألف دينار. ومن طريف استخداماته أن العزيز بالله الفاطمى ذكر لوزيره يعقوب بن كلس أنه ما رأى القراصية البعلبكية وأنه يحب أن يراها، وكان بدمشق حمام من مصر وبمصر حمام من دمشق، فكتب الوزير لوقته بطاقة يأمر فيها من هو تحت أمره بدمشق أن يجمع ما بها من الحمام المصرى ويعلق فى كل طائر حبات من القراصية البعلبكية ويرسلها إلى مصر ففعل ذلك، فلم يمض النهار حتى حضرت تلك الحمائم بما علق عليها من القراصية، فجمعه الوزير يعقوب بن كلس وطلع به إلى العزيز بالله فى يومه، فكان ذلك من أغرب الغرائب لديه. صبح الأعشى: ٣٨٩:١٤ - ٣٩١.