ديماساً، منها عشرة خاصة برسم ركوب الخليفة أيام الخليج والبقية برسم ولاة الأعمال تجرد إليهم وينفق عليها من الديوان؛ وديوان الأحباس.
وكانت عادتهم إذا انقضى عيد النحر عمل الاستيمار ويثبت فيه جميع ما يشتمل عليه مصروف تلك السنة من عين وورق وغلة وغيرها مفصلا بالأسماء، وأولهم الوزير حتى ينتهي إلى أرباب الضوء، ثم يعمل في ملف حريري يشد له جوهر يشده؛ وكان يبلغ في السنة ما يزيد على مائة ألف دينار عيناً ومائتي ألف درهم فضة وعشرة آلاف إردب غلة؛ ويعرض على الخليفة، فيستوعبه، ويشطب على بعضه وينقص قوماً ويزيد قوماً ويستجد آخرين بحسب ما يعن له. فيحمل الأمر على الشطب. وعمل مرة في أيام المستنصر بالله، فوقع بظاهره: الفقر مر المذاق، والحاجة تذل الأعناق، وحراسة النعم بإدرار الأرزاق؛ فليجروا على رسومهم في الإطلاق. " مَا عِنْدكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ باقٍ ".
وكان من عادتهم إخراج الكسوة في كل سنة لجميع أهل الدولة من صغير وكبير في أوقات معروفة؛ فبلغت كسوة الصيف والشتاء في السنة ستمائة ألف دينار ونيف.
وكانوا يتأنقون في المآكل، حتى إن الخادم والسائس من غلمانهم ينفق في كل يوم على طعامه العشرة دنانير والعشرين ديناراً لسعة أحوالهم.
وكانوا يفرقون في أول كل سنة دنانير يسمونها دنانير الغرة تبلغ خمسمائة دينار في السنة، فيتبرك بها من يأتيه منها برسوم مقررة لكل أحد.
وإذا أهل رمضان لا يبقى أمير ولا مقدم إلا ويأتيه طبق لنفسه، ولكل واحد من أولاده ونسائه طبق فيه أنواع الحلوى العجيبة الفاخرة.
وكانت خلعهم ثمينةً جداً بحيث يبلغ طراز الخلعة خمسمائة دينار ذهبا، ويختص الأمراء في الخلع بالأطواق والأساورة الذهب مع السيوف المحلاة؛ ويتشرف الوزير عوضاً عن الطوق بعقد جوهر فكاكه خمسة آلاف دينار يحمل إليه، ويختص بلبس الطيلسان المقور.