(٢) يتناقض هذا الخبر الذى يقرر أن شاورا طلب من العاضد أن يكتب إلى نور الدين مع ما يأتى بعده مباشرة من أن العاضد كتب إلى نور الدين بتحريض الكامل ابن شاور برأى شمس الخلافة مما أدى إلى اعتراض شاور على هذا التصرف. ويذكر أبو شامة أن شاورا عجل لملك الفرنج بمائة ألف دينار صلحا خديعة له، وواصل كتبه إلى نور الدين مستصرخا مستنفرا، «وعامل الفرنج بالمطال، ينقدهم فى كل حين مالا، ويطلب منهم إمهالا، وما زال يعطيهم ويستمهلهم حتى أتى الغوث بعساكر نور الدين». كتاب الروضتين: ٣٩١:١ - ٣٩٢. وقد يبدو من الجهود التى بذلها شاور فى محاولة تحصين الفسطاط ثم فى إحراقها حتى لا تصلح لمقام الفرنج بها - وسيرد تفصيل هذا - أن شاورا هو الذى أخذ المبادرة انطلاقا من السياسة التى اتبعها والتى تتمثل فى محاولة ضرب قوة نور الدين بقوة الفرنج حتى يظل الطرفان فى شغل عن مصر ويظل هو فى وزارتها. راجع أيضا كتاب الروضتين: ٤٣٢:١ حيث يروى أبو شامة نقلا عن ابن أبى طى عن والده أن الكامل ابن شاور هو الذى صعد إلى العاضد بتحريض شمس الخلافة محمد بن مختار ليحمله على الكتابة إلى نور الدين.