أنحويّ هذا العصر ما هي لفظة ... جرت في لساني جرهم وثمود إذا نفيت- والله أعلم- أثبتت ... وإن أثبتت قامت مقام جحود وحكوا عن ذي الرمة أنه لمّا أنشد قوله: [الطويل] إذا غيّر النأي المحبّين لم يكد ... رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح عيب عليه لأنه قال: لم يكد يبرح فيكون قد برح، فغيّره إلى قوله: «لم يزل» أو ما هو بمعناه، والذي غرّ هؤلاء قوله تعالى: فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة: ٧١] قالوا: فهي هنا منفيّة وخبرها مثبت في المعنى، لأن الذبح وقع لقوله: فَذَبَحُوها. والجواب عن هذه الآية من وجهين: أحدهما: أنه يحمل على اختلاف وقتين، أي: ذبحوها في وقت، وما كادوا يفعلون في وقت آخر. والثاني: أنه عبّر بنفي مقاربة الفعل عن شدّة تعنّتهم وعسرهم في الفعل. وأمّا ما حكوه عن ذي الرّمّة فقد غلّط الجمهور ذا الرّمة في رجوعه عن قوله وقالوا: هو أبلغ وأحسن ممّا غيّره إليه. ينظر: «الدر المصون» (١/ ١٤٠) . (٢) ينظر: ابن عطية (١/ ١٠٤) .