ثم أيهما أشد وقعا على النفس وأعظم بلاء: أن يؤمر إبراهيم بذبح إسحاق وله ولد آخر يجد فيه إبراهيم بعض المعوض عن الابن المذبوح؟ أم يؤمر بذبح ولده ووحيده وبكره الذي رزقه على كبر، وأتى بعد طول انتظار وشدة اشتياق ولم يكن هناك بارقة أمل في أن يرزق إبراهيم بولد بعده؟. إن الله تعالى قد وصف واقعة الذبح هذه بأنها البلاء المبين أي: الابتلاء والاختبار المبين الذي يتميز فيه المخلص من غيره، ولا ينطبق هذا الوصف ولا يتحقق هذا البلاء إلا إذا كان الذبيح هو إسماعيل الابن الوحيد البكر. (١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠/ ٥٠٦) برقم: (٢٩٤٦٩) بلفظ: العمل، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٨١) عن ابن عبّاس، ومجاهد، وابن زيد، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥٢٧) ، بلفظ: العمل، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس. (٢) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٨١) . (٣) ينظر: «أحكام القرآن» (٤/ ١٦١٧) .