أحدهما: أنّ ناصبها محذوف، وهو من لفظها، تقديره: جهرتم جهرة، نقله أبو البقاء. والثاني: أنها مصدر من نوع الفعل فتنتصب انتصاب القرفصاء من قولك: «قعد القرفصاء» ، «واشتمل الصمّاء» ، فإنها نوع من الرؤية، وبه بدأ الزمخشري. والثاني: أنها مصدر واقع موقع الحال، وفيها حينئذ أربعة أقوال: أحدهما: أنه حال من فاعل «نرى» أي: ذوي جهرة، قاله الزمخشري. والثاني: أنّها حال من فاعل «قلتم» ، أي: قلتم ذلك مجاهرين، قاله أبو البقاء، وقال بعضهم: فيكون في الكلام تقديم وتأخير، أي: قلتم جهرة لن نؤمن لك، ومثل هذا لا يقال فيه تقديم وتأخير، بل أتى بمفعول القول ثم بالحال من فاعله، فهو نظير: «ضربت هندا قائما» . والثالث: أنّها حال من اسم الله تعالى، أي: نراه ظاهرا غير مستور. والرابع: أنّها حال من فاعل «نؤمن» نقله ابن عطية، ولا معنى له، والصحيح من هذه الأقوال الستة الثاني. ينظر: «الدر المصون» (١/ ٢٢٩) . (١) أخرجه الطبري (١/ ٣٣٨) برقم (٩٤٨) ، وذكره السيوطي في «الدر» (١/ ١٣٦) ، وعزاه لابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه الطبري (١/ ٣٣٩) برقم (٩٤٩) . (٣) الفحص: ما استوى من الأرض. وفي حديث كعب: «إن الله بارك في الشام، وخص بالتقديس من فحص الأردن إلى رفح» والفحص- هنا- ما بسط من نهر الأردن، وكشف من نواحيه. ينظر: «لسان العرب» (٣٣٥٦) .