للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد الحَقِّ في «العاقبة» : أَمَّا حسْنُ الظنِّ باللَّهِ عزَّ وجلَّ عند الموت، فواجبٌ للحديث. انتهى.

ويدخل في عموم الآية أنواعُ المعروف قال أبو عمر بن عَبْدِ البَرِّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» «١» ، قَالَ أبُو جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيُّ «٢» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: «لاَ تَحْقِرَنَّ شَيْئاً مِنَ المَعْرُوفِ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَوْ أَنْ تُفَرِّغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تلقى أَخَاكَ، وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ» «٣» ، وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلام: «أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ» «٤» ، وقال عليه الصلاة والسّلام: «إنّ لله


(١) أخرجه البخاري (١٠/ ٤٦٢) كتاب «الأدب» ، باب كل معروف صدقة حديث (٦٠٢١) ، ومسلم (٢/ ٦٩٧) ، كتاب «الزكاة» ، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف حديث (٥٢/ ١٠٠٥) .
(٢) هو جابر بن سليم، وقيل: سليم بن جابر، جريّ الهجيمي مشهور بكنيته.
ينظر: «أسد الغابة» ت (٦٣٧) ، «الاستيعاب» ت (٣٠٥) ، «الثقات» (٣/ ٢٥٤) ، «تجريد أسماء الصحابة» (١/ ٧١) ، «تقريب التهذيب» (٢/ ٣٩) ، «الطبقات الكبرى» (١٧٩) ، «تهذيب الكمال» (١/ ١٧٨) ، «الوافي بالوفيات» (١١/ ٢٦) ، «التاريخ الصغير» (١/ ١١٧) ، «التاريخ الكبير» (٢/ ٢٠٥) ، «الجرح والتعديل» (٢/ ٢٠٢٧) ، «تبصير المنتبه» (٣/ ٩١٥) ، «الإصابة» (١/ ٥٤٢) .
(٣) أخرجه أبو داود (٢/ ٤٥٤) ، كتاب «اللباس» ، باب ما جاء في إسبال الإزار، حديث (٤٠٨٤) ، وأحمد (٥/ ٦٣) ، والحاكم (٤/ ١٨٦) ، وابن حبان (٨٦٦- موارد) .
(٤) أخرجه الطبراني في «الصغير» (١/ ٢٦٢- ٢٦٣) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٣٠١) ، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٩/ ٣١٩) من طريق المسيب بن واضح، ثنا علي بن بكار، ثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال الطبراني: لم يروه عن هشام إلا علي، تفرد به المسيب، وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (٢/ ٢٩٢) رقم (٢٣٨٠) : سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح، عن علي بن بكار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» . قال أبي: هذا حديث منكر جدا اه.
والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧/ ٢٦٦) ، وقال: رواه الطبراني في «الصغير» ، و «الأوسط» بإسنادين في أحدهما يحيى بن خالد بن حيان الرقي، ولم أعرفه، ولا ولده أحمد، وفي الأخير المسيب بن واضح، قال أبو حاتم: يخطىء كثيرا. اه.
وفي الباب عن أبي موسى، وابن عمر، وعمر، وعلي، وسلمان، وأبي الدرداء، وابن عباس، وأبي أمامة، وقبيصة بن مرة.
حديث أبي موسى:
أخرجه الطبراني في «المعجم الصغير» (١/ ٧٤) من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري مرفوعا.
وقال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا مؤمل.
والحديث أخرجه الدارقطني في «العلل» (٧/ ٢٤٢- ٢٤٣) ، ومن طريقه ابن الجوزي في «العلل-

<<  <  ج: ص:  >  >>