للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ع «١» : وأَنَّى شِئْتُمْ: معناه عند جمهور العلماء: من أيِّ وجهٍ شئتم مقبلةً، ومدبرةً، وعلى جَنْب.

قال ع «٢» : وقد ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في مصنَّف النسائيِّ وفي غيره أنه قَالَ: «إِتْيَانُ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ حَرَامٌ» «٣» ، وورد عنْه فيه، أنَّه قال: «مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امرأة فِي دُبُرَهَا» «٤» ، وورد عنه، أنَّه قال: «مَنْ أَتَى امرأة فِي دُبُرِهَا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ على قَلْبِ مُحَمَّدٍ» «٥» ، وهذا هو الحقُّ المتَّبع، ولا ينبغي لمؤمنٍ باللَّه أن يعرج بهذه النازلة على زَلَّة عالِمٍ بعد أنْ تصحَّ عنْه، واللَّه المرشِدُ لا ربَّ غيره.


- وينظر: «الدر المنثور» (١/ ٤٦٩) .
(١) ينظر: «المحرر الوجيز» (١/ ٢٩٩) .
(٢) ذكره في «المحرر الوجيز» (١/ ٣٠٠) .
(٣) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في «السنن الكبرى» (٥/ ٣١٩) ، كتاب «عشرة النساء» ، باب ذكر الاختلاف على عبد الله بن علي بن السائب، حديث (٨٩٩٥) .
(٤) أخرجه أبو داود (١/ ٦٥٥) ، كتاب «النكاح» ، باب في جامع النكاح، حديث (٢١٦٢) ، وأحمد (٢/ ٤٤٤) ، وأبو يعلى (١١/ ٣٤٩) برقم (٦٤٦٢) ، من حديث أبي هريرة، وليس من حديث خزيمة بن ثابت كما في «المهذب» .
(٥) أخرجه أبو داود (٢/ ٤٠٨) كتاب «الطب» ، باب في الكهان، حديث (٣٩٠٤) ، والترمذي (١/ ٢٤٢- ٢٤٣) كتاب «الطهارة» ، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض، حديث (١٣٥) ، والنسائي في «الكبرى» (٥/ ٣٢٣) ، كتاب «عشرة النساء» ، باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك، حديث (٩٠١٦، ٩٠١٧) ، وابن ماجة (١/ ٢٠٩) كتاب «الطهارة» ، باب النهي عن إتيان الحائض، حديث (٦٣٩) ، وأحمد (٢/ ٤٠٨، ٤٧٦) . والدارمي (١/ ٢٥٩) ، كتاب «النكاح» ، باب من أتى امرأته في دبرها. والبخاري في «التاريخ الكبير» (٣/ ١٦) ، وابن الجارود في «المنتقى» برقم (١٠٧) ، والعقيلي في «الضعفاء» (١/ ٣١٨) . وابن عدي في «الكامل» (٢/ ٦٣٧) . والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٣/ ٤٤- ٤٥) . والبيهقي في «السنن الكبرى» (٧/ ١٩٨) . كلهم من طريق حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي هريرة مرفوعا، وقال الترمذيّ: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي هريرة.
وقال البخاري: هذا حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة.
وقال البزار كما في «التلخيص» (٣/ ١٨٠) : هذا حديث منكر، وحكيم لا يحتج به، وما انفرد به فليس بشيء.
وقال ابن عدي: الأثرم يعرف بهذا الحديث، وليس له غيره إلا اليسير.
وقد ضعف هذا الحديث البخاري، والترمذي، وابن سيد الناس، والبغوي، والذهبي فقال: إسناده ليس بالقائم، وينظر «فيض القدير» (٦/ ٢٣) . وقد صحيح هذا الحديث الشيخ أحمد شاكر في «تعليقه على المسند» (١٨/ ٥٦، ١٩/ ١٤٢) ، وفند العلل التي علّلوا بها الحديث بما لا تراه في مكان، فلينظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>