على الحِكَايَة مثلما هو الحالُ في سُورَة المُطَفِّفِين؟ كما أنَّه لا تُوجَدُ قَاعِدَةٌ ثَابِتَةٌ للتَّمْييز بين عَنَاوين الكُتُبِ التي تكون كلمةُ كتابٍ جزءًا لا يَنْفصِلُ عنها وبين تلك التي يمكن الاسْتِغْنَاء عنها. ورأيتُ خُرُوجًا من المُشْكِلَة أَنْ لا أَضْبِطَ آخِرَ الكلمة الوَارِدَة بعد كلمة "كتاب" مثل" [كِتَابُ "أَحْكَام القُرْآن"] وعَدَم الاعْتِدَاد بكلمة "كتاب" في الكَشَّافَات إلَّا إذا كان ما بَعْدَها مُضَافًا إليها [كِتَابُ الطُّنْبُوريين] أو اصْطُلِحَ على أنَّه قِسْمٌ من العُنْوان [كِتَابُ النَّبَات].
وقَسَمْتُ هَوَامِشَ الكِتَابِ إلى قِسْمَينُ: قِسمٍ للجِهَاز النَّقْدِي للنَشْرَة المُشْتَمِل على المُقابَلات واخْتِلافِ القِرَاءَات apparatus criticus، وقِسْمٍ للتَّعْليقات والتَّخْرِيجات والشُّرُوح. واقْتَصَرْتُ في المُقَابَلات واخْتِلافِ القِرَاءَات على ذِكْرِ مَا خَالَفَ نَصَّ نُسْخَة الأصْلِ في المَصَادِر التي نَقَلَ عنها النَّديم أو في النُّقُول التي نَقَلَها عنه اللَّاحِقُون. ولم أُشِر إلى الاخْتِلافِ بين نُسْحَة الأصْل وما جَاءَ مِن قِرَاءَات مُخَالِفَةٍ في نَشْرَتي فليجل FLUGEL ورضا تَجَدُّد؛ لأنَّها في الحالتين قِرَاءَاتٌ خاطِئَة.
أمَّا التَّعْلِيقَاتُ والتَّخْرِيجَاتُ والشُّرُوحُ فقد الْتَزَمْتُ فيها بالإحَالَة إِلى مَصَادِر ترجمة المُؤَلِّف الذي يذكره النَّدِيمُ مُحِيلًا فَقَط إلى كُتُبِ التَّرَاجِم دون كُتب الحَوْلِيَّات، مع تَحْدِيدِ المَصْدَرِ الذي اسْتَمَدَّ منه النَّديمُ التَّرْجَمَة، إِنْ صَرَّحَ به أو تَمَكَّنْتُ من التَّعَرُّفِ عليه، وعَيَّنْتُ كذلك المَصَادِرَ التي اعْتَمَدَت على ما أَثْبَتَهُ النَّديمُ: ياقُوت الحَمَوي وابنُ النَّجَّار والقِفْطي وابن العَدِيم وابنُ أنْجَب السَّاعِي وابن خَلِّكان والصَّفَدِيّ فيما يَخُص المَقَالات الأرْبَع الأولى؛ والطُّوسِي والذَّهَبِيّ والقُرَشِي وابن حَجَر العَسْقَلاني والدَّاوُدِي فيما يَخُصُّ المَقَالَتين الخَامِسَة والسَّادِسَة؛ والقِفْطِي وابن أبي أُصَيْبِعَة وغريغُورْيُوس بن العِبْري والشَّهْرَزُورِي وأبو عبد الله الشِّبْلِي فيما يَخُصّ المَقَالات الأرْبَع الأخيرة. وتَبَيَّنَ لي أنَّ أغْلَبَ ما أَثْبَتَه هؤلاء المُؤلِّفون المتأخِّرُون كان النَّديمُ مَصْدَرَهُم الرَّئيس فيه، ولم يتمكَّنُوا في أحْيانٍ كثيرة من الإضَافَة إليه.