للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أجْزَاء الكتاب، وإِنَّما اعْتَمَدَ عليها الصَّفَدِيُّ والمَقْريزيُّ وابنُ حَجَر العَسْقَلانيّ والشَّخْصُ الذي كَتَبَ تَرْجَمَة النَّدِيم مُلَخَّصَةً منها على ظَهْرِيَّة نُسْخَة مكتبة جامعة لَيْدِن تَقُولُ التَّرْجَمَةُ كما وَصَلَت إِلَيْنَا:

"أبو الفَرَج محمَّد بن أبي يَعْقُوب إِسْحَاق الوَرَّاق المعروف بالنَّديم، مُصَنِّفُ كِتَاب "فِهْرِسْت العُلَمَاء" رَوَى فيه عن أبي سَعِيدٍ السِّيرَافِيّ وأبي الحَسَن محمَّد بن يُوسُف النَّاقِط وأبي الفَرَج الأصْبَهانِي وأبي الحَسَن بن المُنّجِّم وأبي عُبَيْد الله محمَّد المَرْزبَانيّ. ورَوَى عن أبي علي إسْمَاعيل الصَّفَّار بالإجَازَة، ولم أرَ لأحَدٍ عنه رِوَايَةً، وصَنَّفَ كِتَابَ "الفِهْرِسْت" في شَعْبَان سَنَة سَبْعٍ وسَبْعين وثَلاث مائة، ومَاتَ يوم الأربعاء لعَشْرٍ بَقِين من شَعْبَان سَنَة ثمانين وثَلاث مائة ببَغْدَاد، وقد اتُّهِمَ بالتَّشَيُّع، عَفَا الله عنه".

ولم تَذْكُرِ المَصَادِرُ تأريخ مِيلادِ النَّدِيم ومَكانَه، إِلَّا أَنَّه لا شَكّ فِي أَنَّه وُلِدَ ونَشَأ في بَغْدَاد، وكان مَوْلِدُهُ بها بين سنتي ٣١٥ هـ / ٩٢٧ م و ٣٢٠ هـ / ٩٣٢ م، فهو يَقُولُ في تَرْجَمَة أبي بكر محمَّد بن عبد الله البرْدَعي: "رَأَيْتُهُ في سَنَة أرْبَعين وثَلاث مائة وكان بي آنِسًا يُظْهِرُ مَذْهَبَ الاعْتِزَال، وكان خَارِجِيًّا وأحَدَ فُقَهَائهم، وقال لي: إنَّ له في الفِقْهِ عِدَّةَ كُتُبٍ وذَكَرَ بَعْضَها". ولا يمكن أن يَتِمَّ هذا الحَدِيثُ بهذا الأسْلُوب إِلَّا إِذَا كان مُؤَلِّفُنَا على الأقَلّ في سِنّ العِشْرين أو الخامِسَة والعِشْرين. كما يَقُولُ عند حَدِيثه عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصَّفْوَاني: "لقيته سَنَة سِتٍّ وأرْبعين وثلاث مائة".

ولا شَكَّ في أنَّه كان لوَالِدِهِ الوَرَّاق دُكانٌ كبيرٌ لبَيْع الكُتُب في سُوقِ الوَرَّاقين (١) ببَغْدَاد وكانت مُهِمَّةُ الوَرَّاق في ذلك الوقْت هي السَّيْطَرَة على عَمَلِيَّة صِنَاعة


(١) كان سُوقُ الوَرَّاقِين في بَغْدَاد في القَرْن الرَّابع الهجري العَاشِر الميلادي في الجَانِب الشَّرْقي من بَغْدَاد في الرُّصَافَة في مَحَلَّة بَابِ الطَّاقِ، يَدُلُّ على موضعه اليوم "سُوق السَّرَاي" على كتف دِجْلَة عند رأس جِسْر الشُّهَدَاء من ناحِيَة الرُّصَافَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>