[١: ٤٦٧ - ٤٦٩]. واسْتَبْقَى كذلك ما ذَكَرَهُ النَّدِيمُ في ترجمة ابن أبي العَزَاقِر في المَقَالَة الأخِيرَة من الكتاب [الرابعة = العاشرة]: "وقد اسْتَقْصَيْتُ ذكره في أَخْبَار الشِّيعَة"[المخطوط، ورقة ١١٨ و، ٢: ٤٢٥]، وهو قد مَرَّ بالفِعْل في المَقَالتين الثَّالِثَة والسَّادِسَة [١: ٤٢٧، ٦٣٥]، ولم يُعَدِّل ما ذَكَرَهُ النَّديمُ عند إِشَارَته إلى مُؤَلَّفَات الرَّازِي في الصِّنَاعَة وأبْقَى عِبَارَته كما هي:"فمن يُرِد مَعْرِفَة ذلك فليَنْظُر في المَقَالَة العَاشِرَة" بَدَلًا من الرَّابِعَة عنده [المخطوط، ورقة ٦٤ و، ٢: ٣٠٨]. وعند حَدِيثه في المَقَالَة الثَّامِنَة عن مَنْ عَمِلَ الأسْمَارَ والخُرَافَات على ألْسِنَة النَّاسِ والطَّيْرِ والبَهَائِم قال:"وقد اسْتَقْصَيْنا أَخْبَارَ هؤلاء وما صَنَّفُوهُ في مَوَاضِعِه من الكتاب"[المخطوط، ورقة ٦٩ و، ٢: ٣٢٤]. وهم قد مَرَّ ذكرهم بالفِعْل في المَقَالَة الثَّالِثَة.
ويتكوَّنُ نَصُّ كِتَابِ "الفِهْرِسْت" للنَّدِيم، كما وَصَلَ إلينا نَقْلًا عن دسْتُور المُؤلِّف الذي كَتَبَهُ بخَطِّه، من عَشْرِ مَقَالَاتٍ (أجزاء) أتمَّ النَّديمُ تَبييض - ولا أَقُولُ تَألِيف القِسْمِ الأكبر منها في شَعْبَان سَنَة ٣٧٧ هـ / نوفمبر سنة ٩٨٧ م، وهو ما يُشيرُ إليه صَرَاحَةً في أكثر من مَوْضِعٍ على امْتِدَادِ صَفَحَات الكتاب بما مِثَالُه:
١ - "إلى عَصْرِنَا هذا وهو سَنَةُ سَبْع وسَبْعين وثَلاث مائة"[١: ٣].
٢ - "هَذَا آخِرُ ما صَنَّفْنَاهُ من المَقَالَة الأولى من كتاب "الفِهْرِسْت" إلى يَوْم السَّبْت مُسْتَهَلّ شَعْبَان سَنَة سَبْعٍ وسَبْعِين وثَلاث مائة"[١: ٩٨].
٣ - "هَذَا آخِرُ ما صَنَّفْنَاهُ من مَقَالَة النَّحْويين واللُّغويين إلى يَوْمِ السَّبْت مُسْتَهَلّ شَهْرٍ شَعْبَان سَنَة سَبعٍ وسبعين وثلاث مائة"[١: ٢٧٠].
وهو ما يُعَادِلُ سَبْعًا وخَمْسين وَرَقَةً من نُسْخَة الأصْلِ، وهو أَمْرٌ جَائِزٌ مَعَ وَرَّاقٍ مُحْتَرِف مثل النَّديم أنْ يَكْتُبَ في يومٍ، تَبْييضًا لا تألِيفًا، نحو سِتّين وَرَقَةً، خاصَّةً إذا افْتَرَضْنَا أَنَّه يَنْقُلُ من مُسَوَّدَةٍ كَامِلَةٍ، مُقَارِنين ذلك بالحَدِيث الذي دَارَ بَيْنَه وبين وَرَّاقٍ آخَر من العُلَمَاء هو مُعَاصِرُهُ أبو زكريَّا يحيى بن عَدِيّ المَنْطِقيّ عندما الْتَقَاهُ