١١ - "ما حَكَاهُ الرَّاهِبُ النَّجْرَانِيّ الوَارِدُ من بَلَدِ الصِّين في سَنَة سَبْعِ وسَبْعِين وثَلاث مائة"[٢: ٤٣٢].
وهي المَوَاضِعُ التي صَرَّحَ فيها النَّديمُ بالتأريخ الذي كَتَبَ فيه دُسْتُورَه، وإِنْ كان قد اسْتَخْدَمَ عِبَارَات أخْرى تُؤدِّي المَعْنَى نَفْسه رَغْم أنَّه لم يَذْكُر فيها التأريخ مِثْل:"وكان قَرِيبَ العَهْدِ وقد أَدْرَكَهُ جَمَاعَةٌ في زَمَانِنَا"[١: ٥٥]؛ "ويَحْيَا إِلى زَمَانِنَا هذا"[١: ٣٥١]؛ و "تُوفّي منذ شُهُور"[١: ٤٠٤]؛ و "القاضِي في عَصْرِنا"[٢: ١٢٣] يَقْصِدُ المُعَافى بن زكريَّا النَّهْرَوَاني، المتوفَّى سنة ٣٨٦ هـ؛ و "في زَمَانِنَا ويَحْيَا إلى وَقْتِنَا هذا"[١: ٤٢٠]؛ و "يَحْيَا في عَصْرِنا هذا"[١: ٤٧٦] في حَديثِه عن عليّ بن محمد الشِّمْشَاطيّ، المتوفَّى سنة ٣٩٤ هـ؛ و "قَرِيبُ العَهْدِ وأَحْسَبُهُ يَحْيَا"[١: ٤٧٧] في حَدِيثه عن الحَسَن بن بِشْر الآمِدِي، رَغْم أنَّه تُوفَّى سنة ٣٧١ هـ؛ و "وقد بَقِيَ إِلى زَمَائِنَا هذا"[٢: ١٣٦]؛ و "بها إلى وَقْتِنَا هذا"؛ [٢: ١٣٩]"في زَمَاننا هذا"[٢: ٢٠٦]؛ و "يَحْيَا في زَمَانِنَا"[٢: ٢٦٣]. وعند حَدِيثه عن عبد الله بن أبي زَيْد القَيْرَوَاني، المتوفَّى سنة ٣٨٦ هـ، "أَحَدُ الفُضَلَاء في زَمَانِنَا هذا"[٢: ١٣].
وهي كُلُّها أدِلَّةٌ على أنَّ النَّديمَ كان يَكْتُبُ أحْيَانًا بَعْضَ مَعْلُومَاتِه من الذَّاكِرَة ودُون أنْ يَتأكَّدَ منها.
وإذا أخَذْنَا في الاعْتِبَار المَجَال الذي يَتَنَاوَلُهُ "الفِهْرِسْتُ"، فمن غير المُسْتَبْعَد أنْ تكون هناك صِيَاغَةٌ مُبَكِّرَةٌ لبَعْض مَقَالات الكِتَاب ضَمَّنَها النَّديمُ في مَوَاضِعِها عند التَّبْييض، وعلى الأخَصِّ المَقَالات الأخِيرَة من الكِتَاب التي يَتَّضِحُ فيها الجُهْدُ والعَنَاءُ الذي بَذَلَهُ النَّديمُ في جَمْع مادَّتها، فهي تَشْتَمِلُ على فُصُولٍ حَوْل بِدَايَة الفَلْسَفَة وسِيرَة فلاطُن وأرِسْطاطالِيس وأُقلِيدِس وجَالِينُوس وغيرهم من فَلاسِفَة الإغْرِيق ورياضِييِّهم وأطِبَّائِهم وعُلَمَاء المُسْلِمين الذين تابَعُوا