للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحْسَبُ بالتَّقويم الشَّمْسي بينما التَّوَاريخ المستخدَمة لدى المؤلِّفين العَرَب والمسلمين على السَّوَاء تَتْبَع التَّقويم القَمَري، فتكون الـ ٨٥ سَنَةً شَمْسِيَّة منذ سَنَة ٢٩٠ هـ (ديسمبر ٩٠٢ - نوفمبر ٩٠٣) تَتَطَابَقُ مع السَّنَة المَعْرُوفَة لتأليف "الفِهْرِسْت" [شَعْبَان ٣٧٧ هـ / نوفمبر ٩٨٧ م] " (١)!

بينما تَبْدُو المَقَالاتُ الأرْبَع الأولى أشْبَه بثَبَتٍ ببْليوجرافي لمُؤلَّفات الكاتب أو الشَّاعِر ولا تُضِيفُ في العُمُوم إِلَّا مَعْلُومَات مُخْتَصَرَةً جِدًّا عن حَيَاتِهِ على عَكْس المَعْلُومَات الوَارِدَة في المَقَالات الأخِيرَة، فالنَّديمُ بحُكم عَمَلِهِ وَرَّاقًا يَهْتَمُّ أَوَّلًا وقَبْل كلِّ شيء بالكُتُبِ والمُصَنَّفَات أكثر من اهْتِمَامِه بحَيَاةِ المُؤَلِّفين والكُتَّاب، لاسِيَّما وأنَّه تُوجَدُ بالفِعْل مُؤلَّفاتٌ في الطَّبَقَات والتَّرَاجِم تَنَاوَلَت حَيَاة المُؤلِّفين والشُّعَرَاء الإسْلاميين، وهو لذلك لا يُثْبِتُ سوى عَنَاوِين الكُتُب التي رَآهَا بنَفْسِه أو أَعْلَمَهُ الثِّقَاتُ أَنَّهم رَأوها. ويُحَدِّدُ أحْيَانًا حَجْمَ مُجَلَّدِ الكتاب، وعلى الأخَصِّ في مَقَالَة الشُّعَرَاء المُحْدَثِين، حَيْثُ يُحَدِّدُ لكلِّ منهم عَدَدَ أَوْرَاق دِيوَانِه (بِنَاء على نَوْعٍ مُعَيَّنٍ من الوَرَقِ وعَدَدِ أسْطُر كلِّ صَفْحَة فيه). وغَالِبًا ما يَذْكر نُسَخًا كَتَبَها نُسَّاخٌ (خَطَّاطُون) مَشْهُورون مثل: ابن مُقْلَة وابن الكوفيّ وأبي الطَّيِّب بن أُخَيّ الشَّافِعِيّ والتِّرْمذِيّ وابن عَمَّار الثَّقَفِي كاتب شِعْر المُحْدَثين، ويَذْكُرُ كذلك هُوَاة الكُتُب ومُحتَوَى مَكْتَبَاتهم.

لقد أرَادَ النَّدِيمُ أنْ يكونَ كِتَابُه، الذي صَنَّفَه في عَشْرِ مَقَالاتٍ، جَامِعًا للإنْتَاجِ الفِكريّ المكتوب باللُّغَة العَرَبِيَّة حتى الرُّبْعِ الثَّالِثِ من القَرْنِ الرَّابع الهجريّ، ولكن


(١) راجع كذلك مقال زيمرمان. FRIEDRICH W ZIMMERMANN، "On the Supposed Shorter Version of Ibn an - Nadîm's Fihrist and its Date، Der Islam (١٩٧٦)، pp. ٢٦٧ - ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>