للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعْتَمَدَ النَّدِيمُ في الفَنِّ الأوَّل من المَقَالَة الأُولى على "كِتَابِ مَكَّة" لعُمَر بن شَبَّة من نُسْخَة بخَطِّه [١٣:١]. ونَقَلَ أَخْبَارًا وَقَفَ عليها بخَطِّ أبي محمد عبد الله ابن أبي سَعْدِ الوَرَّاق، المتوفَّى سنة ٢٧٤ هـ / ٨٨٧ م، الذي قال عنه الخَطِيبُ البَغْدَادي: "كان ثِقَةً صَاحِبَ أَخْبَارٍ ومُلَح". وهو في الوَقْتِ نفسه أحَدُ مَصَادِر شَيْخه أبي سَعِيد السِّيرافيّ في "أَخْبَار النَّحْويين البَصْرِيين".

أمَّا حَدِيثه عن أوَائِل الكُتَّاب فقد نَقَلَهُ من خَطِّ أبي العَبَّاس أحمد بن محمَّد بن ثَوَابَة الكاتِب، المتوفَّى سنة ٢٧٣ هـ / ٨٨٦ م أو ٢٧٧ هـ / ٨٩٠ م، رُبَّما من "رِسَالَته في الكِتَابَة والخَطّ" [١٧:١ - ٢٠]. ونَقَلَ كلامًا في فَضَائل الخَطّ ومَدْح الكلام العَرَبي عن سَهْلِ بن هَارُون صَاحِب خِزَانَة الحكمة للمأمُون، المتوفَّى سَنَة ٢١٥ هـ / ٨٣٠ م، دُون تَحديد عُنْوَانِ الكتاب [٢٥:١ - ٢٦]. وأنْهَى هذا الفَصْل بقَوْله: "قد اسْتَقْصَيْتُ هذا المعنى وغيره ممَّا يُجانِسُهُ في مَقَالَة الكِتَابَة وأدَوَاتها من الكتاب الذي أَلَّفْتُهُ في "الأَوْصَاف والتَّشْبِيهات" [فيما يلي ٢٩:١].

وكان في مُتَنَاوَلِه نُسْخَةٌ كتاب "الوُزَرَاء" للجَهْشِياريّ بخَطِّه نَقَلَ منها فَوائد عن بِدَايَة الكتابة عند الفُرْسِ لا تُوجَدُ فيما وَصَلَ إلينا من كتاب "الوُزَرَاء" للجَهْشِيارِيّ [٣٠:١ - ٣١]. ونَقَلَ عن ابن المُقَفَّع، دون أنْ يُحَدِّدَ عُنْوَان الكتاب الذي نَقَلَ منه، فَوَائِدَ مُهِمَّة عن أنْوَاعِ الخُطُوطِ عند الفُرْسِ [فيما يلي ١: ٣١ - ٣٤]. أمَّا ما ذكرُه عن القَلَمِ العِبْرَانيّ فقرَأه في "بَعْض الكُتُب القَدِيمَة" التي لم يُعَيِّنها ومنها نُقُولٌ عن تِيَادُورُس المَصِّيصِيّ THEODORE DE MOPSUESTE [٢٩:١] ورَجُلٍ من أفَاضِل اليَهُود وبَعْضِ أهْل العِلْم من اليَهُود. وذَكَرَ الشَّيْءَ نَفْسَه عند حَدِيثِه على القَلَمِ الرُّومي فذكر أنَّه قَرَأَهُ في "بعض التَّوَاريخ القَدِيمَة" لم يُحَدِّدها، وبَعْضه

<<  <  ج: ص:  >  >>