الآخَر ذَكَرَهُ إِسْحَاق الرَّاهِب في "تاريخه"[١٣٦:١]، وهو مَصْدَرٌ لم أَسْتَدِلّ عليه سيتكرَّر ذكره في المَقَالَة السَّابِعَة [١٥٦:٢].
وعند حَدِيثه على قَلَم "السَّاميا" أشَارَ إلى أنَّ جَالِينُوس ذكرهُ في "فينَكِس" كُتُبِه ونَقَلَ عنه رِوَايَةً طَوِيلَةً [٣٦:١ - ٣٧]. وكان مع النَّدِيم كتابٌ يحتوي فَوَائِدَ لأبي الفَضْل جَعْفَر بن المكتفي بالله نَقَلَ عنه في مَوَاضِع كثيرة من الكتاب على الأخَصّ في المَقَالَة السَّابِعَة [٣٧:١ - ٣٨].
وعند حَدِيثه على قَلَم الصِّين نَقَلَ نَصًّا مُطَوَّلًا على أسْلُوبِ هذه الكتابَة عن محمد بن زكريَّا الرَّازِي [٣٩:١ - ٤٠].
أمَّا "الثِّقَةُ" الذي يَتَرَدَّد ذكرُه على امْتِدَادِ الكتاب، فأَرَجِّحُ أنْ يكون شَخْصًا قَرِيبَ الصِّلَة من المَوْضُوع الذي يُناقِشه النَّدِيمُ وثِقَةً فيما يَرْويه ولم يجد ضَرُورَةً لذكر اسْمِه [١: ٤١، ٤٢، ٤٣] فكان يكتفي بقَوْل: "أَخْبَرَنِي الثِّقَة"، "قاله الثِّقَة"، "قال لي من أثِقُ بحكايته".
وفي الفَنِّ الثَّاني من المَقَالَة الأُولى، الخاصّ بأسْمَاء كُتُب الشَّرَائِعِ المُنزَّلَة على مَذْهَبِ المسلمين ومَذَاهِب أهْلِها، صَرَّحَ النَّديمُ بأنَّ ما ذكره قَرَأَهُ في "كتابٍ وَقَعَ إلَيْه قَدِيم النَّسْخ يُشْبِهُ أنْ يكونَ من خِزَانَة المأمون"[٥١:١ - ٥٤]. أَمَّا حَدِيثُه عن "التَّوْرَاة" فقد سأل عنه رَجُلًا من أفَاضِل اليَهُود [٥٤:١] واسْتَفْسَرَ عَمَّا يَخُصُّ "إنْجِيل النَّصَارَى" وما نُقِلَ منه إلى العَرَبيَّة من شَخْصِ يُعْرَفُ بـ "يُونُس القَسّ" كان فَاضِلًا [٥٦:١].
واعْتَمَدَ في الفَنِّ الثَّالِث من المَقَالَة الأُولى الخاصّ بالقُرْآن الكريم والكُتُبِ المُؤَلَّفَه فيه، فيما يَخُصُّ تَدْوين القُرْآن، على رِوَايَة ابن أبي دَاوُد السِّجِسْتَاني في "كتاب المَصَاحِف"، وهو كِتَابٌ تَلَقَّاهُ سَمَاعًا من أبي الحَسَن محمد بن يُوسُف النَّاقِط أحد مشايخه، المتوفَّى سنة ٣٦٧ هـ / ٩٧٧ م. وأَوْرَدَ ما سَجَّلَهُ