للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعْتَمَدَ النَّدِيمُ في ذِكْر الشُّعَرَاءِ المُحْدَثين - الذين حَدَّدَ مَقَادِيرَ أَشْعَارِهم - على الشُّعَرَاء الذين ذَكَرَهُم محمد بن دَاوُد بن الجَرَّاح في كتاب "الوَرَقَة في أَخْبَار الشُّعَرَاء" [٥٠٩:١]، ثم أسْمَاء الشُّعَرَاء الكُتَّاب الذين ذَكَرَهُم أبو الحُسَيْن عَبْد العَزِيز بن إبراهيم بن حَاجِب النُّعْمَان في كتاب "أَشْعَار الكُتَّاب" وإِنْ تَكَرَّرَ فيه ما مَضَى من كِتَابِ "الوَرَقَة" لمحمَّد بن دَاوُد بن الجَرَّاح [٥٣١:١].

وتَضَمَّنَت هذه المَقَالَةُ في نُسْخَة المكتبة الوَطَنِيَّة الفرنسية، ذِكْرَ شُعَرَاءَ لم يَرِدُوا في دُسْتُور المؤلِّف الذي كَتَبَه بخَطِّه، هي من زِيَادَات نُسْخَة الوَزِير المَغْرِبي، بَعْضُها لشُعَرَاء تُوفُّوا بعد الأرْبع مِائَة مثل: أبي نَصْر بن نُبَاتَةِ التَّمِيميّ أَحَد شُعَرَاء سَيْفِ الدَّوْلَة [٥٤٣:١].

* * *

ويُقَدِّمُ لنا الفَنُّ الأوَّل من المَقَالَة الخَامِسَة، الذي أَفْرَدَهُ النَّدِيمُ لعُلَمَاء المُعْتَزِلَة المُصَنِّفين مَعْلُومَات جَدِيدَة بالفِعْل، وللأسَفِ فإنَّ هذا الفَنّ لم يُحْفَظ بطَرِيقَةٍ جَيِّدَةٍ ووَصَلَ إلينا في نُسْخَةٍ وَحِيدَةٍ سَقَطَ منها كُرَّاسَةٌ كَامِلَةٌ (عَشْر وَرَقَات) احْتَفَظَت قِطْعَةٌ من "الفِهْرسْت" (نُسْخَة تُونك بالهِنْد) بقِسمٍ ممَّا كان فيها.

ولكن لا شَكَّ أنَّ النُّسْخَة، أو النُّسَخ، التي كانت في حَوْزَة كلٍّ من ابن أنْجَب السَّاعِي والذَّهَبِيّ وابن حَجَرٍ العَسْقَلانيّ كانت أكْمَلَ من النُّسْحَة التي وَصَلَت إلينا، فيُقَدِّمُ لنا ابن أنْجَبَ والذَّهبيّ، نَقْلًا عن"الفِهْرِسْت"، قَوَائِمَ لمؤلَّفَات مُصَنِّفين من رِجَالِ المُعْتَزِلَة لا تُوجَدُ فيما وَصَلَ إلينا من نُسَخ "الفِهْرسِت" مثل: قَائِمَةِ مُؤلَّفات أبي علي الجُبَّائي التي انْفَرَدَ بها ابن أَنْجَبَ السَّاعِي [٦٠٦:١ - ٦٠٨]، وتَرَاجِم أبي يَعْقُوب الشَّحَّام صَاحِب أبي الهُذَيْل العَلَّاف، ومحمد بن عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>